محمد - الكويت
منذ 4 سنوات

الدكتور الكاتب علي شريعتي

ما رأيكم في الدكتور الكاتب علي شريعتي، في الحقيقة قرأت له كم موضوع وأعجبني أسلوبه وطرحه بالطبع؛ فإنّ لديه بعض الأفكار التي ينفرد بها مخالفاً الإجماع أو المشهور، لكن في الجانب الآخر لديه ما هو جميل، وتفاجأت عندما وجدت على الإنترنت من هو مناصر له ومن هو معارض، بل مهاجم ويوصله إلى التضليل! فأُريد أن أعرف حقيقة الرجل.. ومكانته في الوسط الشيعي ورأي العلماء بأفكاره وكتبه.


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نعم، الأسلوب جيّد وسلس وقد يخلب القارئ ولكن الأمر كلّ الأمر في المادة والموضوع، بل لعلّ اختيار حتّى العنوان عند مثل هؤلاء الكتّاب يداعب المشاعر، ولكن هل هذا يكفي للمثقّف؟! إنّ المهم ما يحويه الكتاب من معلومات ومقدّمات علمية، ومدى صحّتها، ثمّ مقدار صحّة استنتاج الكاتب لأفكاره من هذه المقدّمات. إنّ مشكلة هؤلاء الكتّاب أنّهم حاولوا تطبيق بعض النظريات التي أخذوها من الغرب ونشأت في تلك البيئة، وربّما كانت صحيحة في بيئتها، فحاولوا تطبيقها قصراً على واقع المسلمين ومجتمعهم وبيئتهم، مع أنّ هذه النظريات والفرضيات ليس في مكانها الطبيعي في مجتمعنا، بل هي مقحمة عليه قهراً، فبعضهم حاول إدخال بعض الفرضيات الاجتماعية، كالدكتور علي الوردي، وبعضهم حاول إدخال أفكار مستجدّة في أوربا، كالدكتور محمّد عابد الجابري، ومثلهم علي شريعتي.. وكلّهم انطلقوا من فرضيات، أو ما يسمّى: نظريات جديدة، لم تثبت بصورة قطعية، أو أنّ بعضها ثبت بطلانها بعد سنين؛ فإنّك تجدهم دائماً يستشهدون أو يبنون أفكارهم على مقولات لكتّاب أو مفكّرين أجانب، ونحن لا ننكر مثل هذا العمل، ولكن يجب أن يكون في إطاره العلمي، أي: ما يصلح للتأييد، أمّا أن يجعل كنظرية قطعية لا تقبل الجدل ثمّ يحلّل واقعنا ومجتمعنا من خلالها فلا؛ لأنّ مثل هذه الأقوال والنظريات نشأت في ظروف وبيئة غير بيئتنا. ثمّ لا بدّ من القول بأنّنا لا ندّعي أنّ كلّ ما يقولونه مجانب الصواب وأنّ كلّ ما قالوه خطأ، بل الإنصاف يدعونا إلى تمييز الجيّد من الرديء؛ فلو كان كلّ ما قالوه خطأ لم يصدّقهم أحد، ولكن جمعوا بين الصواب والخطأ فجعلوا منها عجينة تورد الشبهة على غير المطلّع والمتمرّس في العلوم، وهذا دأب كلّ فكر بشري، ولكن النتيجة تصنّف في الخطأ؛ لأنّها تتبع أخس المقدّمات، وما يخالط الصواب ويشوبه من الخطأ يجعله غير واضح، وبالتالي لا يعكس الواقع كما هو. والدكتور علي شريعتي كتب بعض أفكاره معتمداً على مبادئ ومقدّمات قاصرة غير كافية، وإنّما نظر إلى جانب واحد، ولم يجمع كلّ ما يتعلّق ببعض المواضيع التي أراد أن يكتب عنها، فأخطأ بالاستنتاج، ولمّا عوتب على بعضها، قال: إنّي لم أكن أعلم.. وحاله حال أحمد أمين المصري؛ لمّا عوتب في النجف على ما كتبه خاطئاً في (فجر الإسلام) عن الشيعة، اعتذر بعدم العلم.. ويا له من عذر!! فمثلاً عندما كتب شريعتي كتابه (التشيّع العلوي والتشيّع الصفوي) بنى على بعض الظواهر الاجتماعية المتداخلة مع العقيدة الدينية في ذلك الوقت، واعتبرها الركيزة الأساس لمذهب التشيّع في العهد الصفوي، وعمّم ما كان جزئياً على كلّ المذهب، وبالتالي حكم بالفرق بين التشيّع في عهد الإمام عليّ(عليه السلام) والتشيّع في العهد الصفوي، مع أنّا نقرّ أنّ ممارسات الشيعة الاجتماعية، أو التشيّع كظهور اجتماعي، في العهد الصفوي غيره في العهد العلوي، ولكن هذا لا يعني أنّ أُصول ومبادئ ومنطلقات التشيّع في العهدين مختلفان؛ فلاحظ! ودمتم في رعاية الله

3