الخطوبه والزواج

وعليكم السلام ورحمة وبركاته إبنتي الكريمة.. إن للأهل كالأب والإخوان وغيرهم الدور الكبير في مساعدة البنت على حسن الإختيار من خلال ما يقدموه من نصح وحسن استشارة ومعلومات.. وحق الفتاة أيضاً أن تدرس مكانة الشاب الذي يخطبها دراسة كاملة وشاملة تشمل أفكاره وأفعاله وأخلاقه وما يدين به ، فلا يحقّ لها أن تتزوّج مع كل شاب بمجرد رؤية بعض المؤهّلات فيه ، فمن المهمّ جداً أن الفتاة تتعرف على أخلاقيات الشاب وعلى إيمانه.. ومن أهم المواصفات التي ينبغي الإهتمام بوجودها في الشاب : ١. الإيمان والتقوى. فأوّل شرط يجب أن تنظر فيه الفتاة أو من يتعهّد ذلك من قبَلها هو إيمان الشاب وتقواه وخوفه من الله تبارك وتعالى. فلو جمعت كلّ الصّفات الحسنة في شابّ ولم يكن مؤمناً تقياً يخاف الله ، فليس بأهلٍ أن يزوّج. فقد روي عن الامام الحسن عليه‌السلام أنّه جاء رجل إليه يستشيره في تزويج إبنته. فقال : زوّجها من رجل تقيّ ؛ فإن أحبّها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها. ٢. أن يكون أميناً. فلو لم يكن الشّاب أميناً ، معناه يكون خائناً والخائن لا يؤتمن حتّى على المال ، فكيف بالعرض ؟ لأنّ الزّوجة أمانة عنده ، فلو لم يكن أميناً ، لا يكون أهلاً لذلك. روى عن الامام الباقر عليه‌السلام في سؤال عن خاطب فقال : من خطب إليكم فريضتم دينه وأمانته فزوّجوه. إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ . ٣. أن يكون عفيفاً. وقدأكّد الإمام الصادق عليه‌السلام على عفّة الشّاب وبيّن أنّ ذلك من الكفويّة بحيث إذا لم يكن عفيفاً فليس بكفوٍ.فقال : الكفو أن يكون عفيفاً وعنده يسار. والمقصود بالعفّة هي حصول حالة للنّفس تمنع بها عن غلبة الشهوة. 4. لا يكون سيّء الأخلاق. طفلا شك أن الأخلاق الذميمة تح من قيمة الرجل تماماً. و روي عن الامام الرّضا عليه‌السلام جوابا لسائل سئل أنّ لي قرابة قد خطب إلي وفي خلقه سوء. فقال عليه السلام : لا تزوّجه إن كان سيّء الخلق. 5 لا يكون شارب الخمر. ومن جملة المؤهلات التي يجب أن يتّصف الشاب الذي يريد الزّواج هو الإبتعاد عن كل ما يشينه ويسقطه عن أعين الناس. فإنّ الشاب كل ما تقرب الى أفعال الشيطان ومنوياته إبتعد عن الأخلاق الكريمة روي عن الامام الصادق عليه‌السلام : من زوّج كريمته من شارب الخمر فقد قطع رحمها. 6لا يكون فاسقاً. فقد روي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم : من زوّج كريمته من فاسق نزل عليه كل يوم ألف لعنة. وايضا قد حذّر الإمام الصادق عليه‌السلام من تزويج الرجل المريض نفسياً فقال : « تزّوجوا في الشكاك ولا تزوّجوهم ، لان المرأة تأخذ من أدب زوجها ويقهرها علىٰ دينه ». فمن خلال ما تقدم يتبغي ان تسلط الاضواء والاسئلة عليه وليكن في الحسبان ان الكمال والمثالية غير موجودة فالكمال لله وحده سبحانه ولكن ما ذكر هو المهم وقد شجّع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم احدىٰ المسلمات وهي الذلفاء المعروفة بانتسابها إلىٰ أُسرة عريقة ، والمتصفة بالجمال الفائق من الاقتران بأحد المسلمين وهو جويبر الذي لا يملك مالاً ولا جمالاً إلاّ التديّن. دمتم موفقين