إذا كان الأب عاق لوالديه هل تصبح الأولاد عاقين بالمستقبل
السلام عليكم
أنا متزوجة وعندي أولاد بعمر المراهقه وزوجي عاق لوالده وكثيراً نصحته حتى صارت مشاكل قوية بيننا بسبب قلة إحترامه لوالده.. والله شاهد لا أقبل أبداً بالذي يحصل.. وأنا نيابة عنه أطلب السماح من أب زوجي..
السؤال / هل أولادي سوف يكونوا عاقين؟ وكيف أستطيع أن أمنعهم من العقوق؟
وهل يعقوني أنا؟
مع العلم أني أبداً لم أعق والدي.
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة..
إنَّ لقساوة الآباء وتصرفاتهم الشديدة تأثير كبير في سلوك الأبناء في المستقبل وهناك الكثير من الأبناء الذين يتذكرون بكل وضوح المواقف التي حصلت معهم أو أمامهم في الصغر، ولا زال يؤثر في أعماق وجودهم، ويتذكرون المشاهد التي رأوها من آبائهم..
فهؤلاء الآباء يجرون على أنفسهم وعوائلهم والمجتمع نتائج وخيمة لا تنجبر فهؤلاء مسؤولون ـ طبق الموازين الإسلامية ـ أمام كل كلمة أو فعل أو ضربة أو كلمة بذيئة صادرة منهم تجاه آبائهم أو أبنائهم..
فالواجب عليكم أولاً الإستمرار بنصيحته ببر والده ونهيه عن عقوقه لأن من أشد أنواع قطيعة الرحم عقوق الوالدين الذين أوصى الله عزّ وجلّ ببرّهما والإحسان اليهما، قال عزّ من قائل في كتابه الكريم:((وقضى ربك ألأ تعبدوا إلا إيَّاه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما))..
فانظري إلى الآية الشريفة وبيني له كيف يحثنا الله إلى الإحسان إليهما والرفق بهما ومعاملتهم معاملة طيبة بل قرن سبحانه بين عبادته والإحسان بهما ونهى عن الإساءة لهما بكل شيء وذكر أقل لفظ وهو (أُف) الذي نهى عنها فما فوقه فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : « لو علم اللّه شيئاً هو أدنى من أف ، لنهى عنه ، وهو من أدنى العقوق ، ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه ، فيحدّ النظر إليهما » .
وأيضاً قد روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) : (من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة»،
وغير هذه الأحاديث كثير فالعقوق من الذنوب الكبائر التي توعد اللّه عليها بالنار، وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله : « ثلاثة من الذنوب ، تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة : عقوق الوالدين ، والبغي على الناس ، وكفر الإحسان ».
ومن مساوئه الخطيرة ، وآثاره السيئة ان العاق موعود بالشقاء الدنيوي والأخروي .
ومن آثاره أن العاقّ يعقّه ابنه . جزاءاً وفاقاً على عقوقه لأبيه . ومن آثار العقوق أنه موجب لشقاء العاق ، وعدم ارتياحه في الحياة ، لسخط الوالدين ودعائهما عليه .
وقد جاء في الحديث النبوي : « إياكم ودعوة الوالد ، فإنها أحدّ من السيف » .
ومن آثار العقوق ان العاق يشاهد أهوالاً مريعة عند الوفاة ، ويعاني شدائد النزع وسكرات الموت .
وفي مقابل ذلك بيني له فعل البرُ بالوالد فهو من أفضل القربات لله تعالى ، فقد قال عزَّ من قائل في كتابه الكريم: (واخفض لهما جناح الذلِّ من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا).
وقد ورد في الأحاديث الشريفة التأكيد على صلة الأب ،
وثانياً عليك أن تربي أولادك على الخلق الرفيع وصلة الأرحام والبر بالوالدين وعدم الالتفات إلى ما يفعله والدهم من خطأ فادح وتبين لهم محاسن البر ومساوئ العقوق..
وجزاك الله خير الجزاء على تقواك وبرك وصلتك لجد أولادك..
وعليكم أن لا تقطعوا النصح والإرشاد له بأي وسيلة من وسائل حتى لو نهركم أو لم يستمع منكم والدعاء له.. وأعلمي ان هذه الدينا دين فما تفعليه الآن سيرد إليك في المستقبل وأعلمي أن هذا البر قد يكون هو سبب سعادتك في الدنيا والآخرة وهو سبب تفتح أبواب الرحمة لك..
دمتم موفقين.