logo-img
السیاسات و الشروط
ابو يوسف ( 23 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

السلام عليكم هل المتعة حلال ام حرام مع دليل على ذلك وما حكم هذا الزواج بين دينين مختلفين اتمنى شرح مفصل وواضح وجزاكم الله خيرا


حسب رأي السيد السيستاني

السلام عليكم لاشك ولا ريب في تشريع زواج المتعة (المؤقت) في الاسلام وهذا ما نصّ عليه القرآن الكريم والسنّة الشريفة، وإنما الخلاف بين المسلمين في نسخها أو عدمه فذهب أهل السنة والجماعة إلى أنها منسوخة واستدلوا لذلك بعدّة روايات متعارضة فيما بينها، بينما ذهب الشيعة إلى بقاء هذا التشريع المقدس وعدم نسخه لا من القرآن ولا السنة. ـ وقبل التطرق الى الأدلة نود القول أنّ زواج المتعة ما هو إلاّ قضية فقهية ثابتة عند قوم وغير ثابتة عند آخرين كسائر القضايا والأحكام الفقهية الأخرى التي يمكن الاختلاف فيها، فليس من الصحيح التشنيع والتشهير بالشيعة وجعل زواج المتعة أداة لذلك، فإنّ هذه الاساليب غير العلمية تكون سبباً للفرقة بين المسلمين في الوقت الذي تتركّز حاجتنا إلى لمّ الشعث ورأب الصدع ـ ما دلّ على مشروعيتها في القرآن الكريم: قوله تعالى (فما استمتعتم به منهنّ فآتوهنّ أجورهنّ فريضة…) (٢٤: النساء) فقد روي عن جماعة من كبار الصحابة والتابعين المرجوع إليهم في قراءة القرآن الكريم وأحكامه التصريحُ بنزول هذه الآية المباركة في المتعة، منهم: عبد الله بن عباس، وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والسدي، وقتادة. المصادر: (تفسير الطبري والقرطبي وابن كثير والكشّاف والدرّ المنثور في تفسير الآية، وأحكام القرآن للجصّاص ٢/١٤٧ وسنن البيهقي ٧/ ٢٠٥، وشرح مسلم للنووي ٦/١٢٧، والمغني لابن قدامة ٧/٥٧١) . ما دلّ على مشروعيتها من السنّة الشريفة: أخرج البخاري، ومسلم، وأحمد، وغيرهم، عن عبد الله بن مسعود قال: (كنّا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم ليس لنا نساء، فقلنا: ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثمّ رخّص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل ثمّ قرأ عبد الله (يا أيها الذين آمنوا لا تحرّموا طيبات ما أحلّ الله لكم ولا تعتدوا إنّ الله لايحب المعتدين). المصادر: (صحيح البخاري في كتاب النكاح، وفي تفسير سورة المائدة، وصحيح مسلم كتاب النكاح، ومسند أحمد 1/٤٢٠) مضافاً إلى ذلك الاجماع المنقول ، وقد نصّ على ذلك القرطبي حيث قال: (لم يختلف العلماء من السلف والخلف أنّ المتعة نكاح إلى أجل، لا ميراث فيه، والفرقة تقع عند انقضاء الأجل من غير طلاق) ثم نقل عن ابن عطية كيفية هذا النكاح وأحكامه. (تفسير القرطبي ٥/١٣٢) . وكذا الطبري، فنقل عن السدّي (هذه هي المتعة، الرجل ينكح المرأة بشرطٍ إلى أجل مسمّى). تفسير الطبري في تفسير الآية. وعن ابن عبد البرّ في التمهيد: (أجمعوا على أنّ المتعة نكاح لا إشهاد فيه وأنّه نكاح إلى أجلٍ يقع فيه الفرقة بلا طلاق ولا ميراث بينهما). وما زالت متعة النساء سارية المفعول مباحة للمسلمين في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي زمن أبي بكر وشطراً من خلافة عمر بن الخطاب حتى قال (متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما). وقد أورد مقالته هذه جمهرة من الكتاب والحفاظ في كتبهم : المصادر: (تفسير الرازي ٢/١٦٧، شرح معاني الآثار ٣٧٤، سنن البيهقي ٧/٢٠٦ بداية المجتهد ١/٣٤٦، المحلّى ٧/١٠٧، الدرّ المنثور ٢/١٤١ وفيّات الاعيان ٥/١٩٧) فثبت من خلال هذا الاستعراض المختصر جواز ومشروعية زواج المتعة في الاسلام، و قد رحل النبي صلى الله عليه وآله وهي بعد مشرّعة غير محرمة ،حتى حرّمها عمر في أيام خلافته. أما بيان كيفية تعارض أخبار النسخ وسقوطها عن الحجية فله مجاله الخاص به.

8