احمد ناجي - النرويج
منذ 4 سنوات

 ابن قيّم الجوزية.. موقف الشيعة منه

عرضت بحث الأخ إبراهيم محمد جواد على أحد العامّة فرد عليّ بالمشاركة لتاليّة و أرجوا من مركز الأبحاث العقائديّة الرد عليها: ************************* اولاً: انت تخلط يا هذا بين عدة امور مختلفة تتحدث عن صلاح الدين ثم عن احفاده وال بيته بعدهلا يستوون مثلا. ثانياً: انت حاقد على صلاح الدين لانك لم تستسغ ان يقوم باسقاط الدولة الفاطمية الاسماعيلية فانت تنقم عليه لهذاالسبب وليس لغيره اما حكاية غيرتك على مقاتلة الصليبيين فانتم لا تقرون بمبدا الجهاد الا بوجود الامام المعصوم فكيف اخذتك الحمية على الجهاد وقتال الصليبيين وتحرير بيت المقدس وانتم تلعنون فاتح القدس الا وهو عمر بن الخطاب قولك ان صلاح الدين رفض مساعدة نور الدين في قتال الصليبيين هذا مردود عليه بل المعلوم ان صلاح الدين جهز جيشه للقاء نور الدين من اجل مهاجمة الصليبيين ولكن بمجرد خروجه من مصر ثار بقايا الفاطميين في صعيد مصر وقاموا بعمال التخريب واردوا بمساعدة الصليبيين استعادة الحكم تحت قيادة رجل يدعى كنز الدولة فاضطرصلاح الدين الى العودة وكتب الى نور الدين بذلك ثم انت تعلم انه بموت نور الدين اضطرب امر الشام وتفرق بين اسرة نور الدين في الموصل وحلب ودمشق فاستدعى اهل دمشق صلاح الدين فلبى دعوتهم وعلى راسهم كمال الدين الشهرزوري قاضي دمشق زمن نور الدين ثم استوى على حلب لان امراءها كاتبوا الصليبيين لمقاتلة صلاح الدين وفي الاخير بعد موت امير الموصل سيف الدين غازي وتولي عز الدين مسعود تصالح هذا الاخير مع صلاح الدين وتواعدا على قتال الفرنجة. فلو كان صاح الدين كما قلت يسعى للمك فقد صار بيده مصر واليمن والشام ولم يكن لغيره من سلاطين المسلمن مثل دلك الملك فقد كان يكتفي بذلك ويهادن الصليبيين ولكنه ما ان وحد البلاد حتى دعا الناس لى اجهاد فهزم الصليبيين في اهم معركة لاتزال الى اليوم لاصقة باذهانهم وهي معركة حطين الخالدة ولدلل على ذلك ان الجنرال الفرنسي غورو الذي غزا سوريا بعد الحرب العالمية الاولى عندما دخل الى دمشق اول مادخل اتى قبر صلاح الدين فقال (( قم يا صلاح الدين فها نحن قد عدنا )) ثم لا تنسى ان صلاح الدين لم يحرر القدس فقط بل حرر معها مابين ستن حصنا ومدينة واهمها عكا وبيروت وصيدا وعسقلان وجنين ونابلس والكرك والشوبك وحيفا وغيرها فمنذ سنة 583ه الى سنة 587ه كان صلاح الدين في معارك دائمة مع الفرنجة حتى مقدم الحملة الثالثة بقيادة ريتشارد ملك الانجليز وفيليب ملك فرنسا وفريدريك ملك المانيا وغيرهم من الملوك اما قولك ان الخليفة العباسي الناصر كان رسل الجيوش لدعم صلاح الدين فرفض صلاح الدين ذلك فالعكس هو الذي حصل بل انه بمجيء الحملة الصلبية الثالثة بقيادة ريتشارد وفيليب استنجد صلاح الدين بكل سلاطين المسلمين من الخليفة الناصر الى سلطان الموحدين ببلاد المغرب وبعث اليهم بالرسل فمنهم من اجابه ومنهم من رفض فالناصر ارسل بعض النفاطين ومعهم الاموال اما سلطان الموحدين يعقوب المنصور فقد كان هو الاخر في حرب دائمة مع الصلبيين ببلاد الاندلس فلم يكن بامكانه *************************


الأخ احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنّ تقييمنا للأشخاص يكون وفقاً للعقيدة التي يحملها والعمل الذي يترتّب على تلك العقيدة؛ فلمّا كان صلاح الدين الأيّوبي ذو عقيدة فاسدة ونجم عنها أفعالاً مخالفة للشريعة، من قتل وظلم للطائفة المحقّة، فما يستحقّه من الوصف هو: كونه ظالماً من الظالمين، حتّى لو فتحت على يديه جميع بقاع الأرض, فالتقييم للأشخاص لا يأتي من خلال الفعل الخارجي لهم، خاصّة لو كان ذلك بنيّة سيئة، مع ظلم واضطهاد وطغيان، بل يكون من خلال مقدار ما يكون ذلك الشخص مرضياً عند الله سبحانه، وبمقدار رضى الله عن أفعاله، ولم يكن صلاح الدين أحسن حالاً في فتوحاته من بعض الخلفاء السابقين عليه، ومع ذلك فإنّ تلك الفتوحات لم تغيّر حال أولئك من كونهم ظالمين غاصبين غير مرضيين عنده سبحانه وتعالى. ونحن لا نريد الدخول في التفاصيل؛ فإنّ أيّاً منها لو كان صحيحاً فإنّه لا يغيّر حال الرجل من كونه ذا عقيدة فاسدة، وذا أفعال غير مرضية عنده سبحانه وتعالى. وهناك بعض الملاحظات على ما قاله هذا الشخص: 1- إنّ قتال الصليبيين يدخل في مبدأ الدفاع عن بيضة الإسلام، لا في الجهاد الابتدائي الذي يحتاج إلى إذن المعصوم. 2- وأمّا أنّ عمر بن الخطّاب فاتح القدس، فإنّه لم يفتحها، بل صالح أهلها وأقرّهم على ما هم عليه، وما يعبدون، وما يملكون، مع أنّه كان بالإمكان فتحها بدون هذا التنازل (1) . 3- أمّا أنّ صلاح الدين عاد إلى مصر، لأنّ بقايا الفاطميين ثاروا عليه، فهذه ذريعة ساقها صلاح الدين للتخلّص من مساعدة نور الدين، وهو معروف بنقض العهد، والغدر مع المسلمين، خاصّة الفاطميّين بعد أن دخل مصر، فبحجّة المساعدة غدر بهم وقضى عليهم، مع أنّ المنقول عنه أنّه كان بغاية المسامحة مع ملوك الصليبيين، خاصّة ريشارد قلب الأسد. 4- وأمّا اضطراب بلاد الشام، فهي ذريعة أيضاً؛ لأنّ بلاد الشام من البداية كانت على شكل إمارات، ولكن شعور صلاح الدين بقوّته وطمعه بالملك أدّى به إلى الاستيلاء على الشام وترك الصليبيين، بل والصلح معهم. 5- وأمّا أنّه انتصر في حطّين فهو صحيح، ولكنّه ماذا فعل بعد ذلك؟ فإنّه قد صالح الصليبيين وأعطاهم من المكاسب التي فقدوها واستردّها المسلمون بدمائهم بقدر ما كان سابقاً، بل أعطاهم الشرعية لهم في البقاء في البقاع التي احتلّوها. 6- وأمّا أنّ صلاح الدين كان يرفض مجيء جيوش الناصر فهو شيء معروف عنه، فإنّه كان من جهة يدّعي اتّباعه للعبّاسيين، ومن جهة ثانية يمنع أي أمر يمكن أن يؤثّر على استقلاله بالحكم وملك مصر. 7- وأخيراً... إنّ الأخ الأُستاذ إبراهيم محمّد جواد قد وثّق ما قاله بالمصادر، وأمّا هذا المدافع عن صلاح الدين فاكتفى فقط بالدعاوى.. فياليته يناقش حسب المنهج العلمي، لا بالهوى والعصبية! ودمتم في رعاية الله