الشمر بن ذي الجوشن
يقول البعض: بأنّ الشمر بن ذي الجوشن عليه اللعنة كان قد تربى في كنف أمير المؤمنين(عليه السلام)، ما مدى صحّة هذا الكلام؟ و يقال أيضاً: أنّه أخ أُمّ البنين(عليها السلام)، ما مدى صحّة ذلك؟
الاخ السيد احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنّ الشمر بن ذي الجوشن(لعنه الله) كان بعيداً عن أهل البيت(عليهم السلام)، ولم تكن له مخالطة معهم، حتّى أنّ الحسين(عليه السلام) عندما قال الشمر: ((أبشر بالنار))، سأله: من أنت؟ فقال: أنا شمر (1) . وهذا دليل على عدم قربه منه وعدم مخالطته المسبقة معه. وكونه كان من أهل الكوفة، أو أنّه قاتل مع الإمام عليّ(عليه السلام) في إحدى حروبه، لا يعني أنّه ممّن تربى على يد الإمام(عليه السلام)؛ فكثير من الذين خرجوا مع الإمام(عليه السلام) كانوا ضعيفي الولاء له، حتّى أنّهم خرجوا عليه بعد التحكيم وقاتلوه في معركة النهروان، والإمام عليّ(عليه السلام) كان حاكماً لجميع المسلمين في زمن خلافته، فلا يستكشف من وجود أحد الأشخاص في جيشه أنّه موالياً له، ومقتدىً بإمامته وعصمته، وغير ذلك من الأمور التي نقول بها نحن الشيعة، ولا يستكشف أيضاً وجود مثل هكذا شخص في دولة الإمام(عليه السلام)، أو في جيشه، أنّه تربى في كنف الإمام(عليه السلام)، فالإمام جمع في خلافته كلّ المسلمين الموجودين تحت سيطرته على اختلاف طوائفهم ومعتقداتهم، بل حتّى اليهود والنصارى المرتبطين بذمام مع المسلمين. وأمّا أنّ الشمر بن ذي الجوشن(لعنه الله) هو أخ أم البنين, فالكلام غير صحيح؛ فأُمّ البنين هي: فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر بن كلاب (2) . والشمر هو: ابن ذي الجوشن بن الأعور بن بن عمرو بن الضباب بن كلاب (3) ، فكلاهما يرجعان إلى كلاب. وأمّا عبارة الشمر يوم الطفّ: ((أين بنو أختنا؟))، فالمراد منها هذا المعنى، وهي كون أُمّهم - أُمّ البنين - ينتهي نسبها مع نسبه في كلاب، وليس المراد من الأُخت المعنى الحقيقي. ودمتم في رعاية الله