( 15 سنة ) - إسبانيا
منذ سنتين

الشك بالنفس تجاه الدين

لماذا أشعر بانني غير مسلم؟ للعلم أنا أصلي وأقرأ القرآن وأخاف من أكل الحرام أو مشاهدة الحرام.. نوعاً ما ليس لدي الكثير من المعاصي الكبيرة أو آثام كثيرة ، لكنني أشعر بأن أعمالي غير مقبولة ولا صلاتي ولا أشعر بلذة الإيمان وأشعر عادةً إن الله لا يحبني مثلاً.. أنا أسعى لرضاه واتجنب نواهيه ولكن لماذا لم يهديني وينور بصيرتي بالإسلام ويشعرني بلذة الإسلام أو مثلاً بخشوع الصلاة أو قراءة القرآن ولا أشعر بأي أمور رواحانية إتجاه العبادات لله.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب. إبني العزيز: ١. بارك ألله تعالى فيك على هذه المراقبة، وهذا الخوف ، والتفحص القلبي بشعور علاقتك مع الحق سبحانه وتعالى. ٢. لعلّ العلة الوحيده لهذا الجفاء وعدم التلذذ والخشوع في العبادات هو ( عدم حضور القلب )، وعليهِ تكون العلاقة قشريه مع الحق سبحانه. * ومعنى حضور القلب: - هو إفراغهُ من أيّ شيءٍ يُشغله عن الله تعالى وعظمته. * كما ورد عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): قال: * "إذا أستقبلت القبلة، فآيس من الدنيا وما فيها، والخلق وما هم فيه، واستفرغ قلبك من كلّ شاغل يُشغلك عن الله تعالى وعاين بسرّك عظمة الله عزّ وجلّ واذكر وقوفك بين يديه، قال تعالى: هنالك تبلوا كلّ نفس ما أسلفت وردّوا إلى الله مولاهم الحق ... المزید وقف على قدم الخوف والرجاء". * والمراد من حضور القلب في الصلاة: - هو أن يكون مشغولاً وملتفتاً إلى حال الصلاة ومتوجّهاً إلى الله في أفعاله وأقواله وغيرها ومفرّغاً فكره عمّا سوى الحقّ. * وبقدر حضور القلب تُقبل العبادة: - لإنّ القلب: - هو المحور في العبادات، وهو الصمام والمركز لروح العبادات، * فنحتاج إلى المراقبه في اقوالنا وافعالنا للحفاظ والرعايه على هذآ الحضور لتنتج الثمار، * إذ ليس للعبادة من دونه روحٌ أو معنىً, وهو مفتاح الكمالات والسعادة. * فعن نبينا الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: - "إِنَّ مِنَ الصَّلَاةِ لَمَا يُقْبَلُ نِصْفُهَا وَثُلُثُهَا وَرُبُعُهَا وَخُمُسُهَا إِلَى الْعُشْرِ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يُلَفُّ كَمَا يُلَفُّ الثَّوْبُ الْخَلَقُ فَيُضْرَبُ بِهَا وَجْهُ صَاحِبِهَا وَإِنَّمَا لَكَ مِنْ صَلَاتِكَ مَا أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ بِقَلْبِك‏". * فالخلاصه: {هو مراعاة حضور القلب وإقبالهُ في الصلاة وباقي العبادات لتنتج ثمار النور}. ٣. ومن الموارد لتفعيل الحضور القلبي: هو ( الزهد عن الدُنيا)، * فعن رسولنا الأكرم( صلى الله عليه وآله وسلم) : أكبر الكبائر حب الدنيا . - وعن مولانا الإمام علي (عليه السلام): حب الدنيا رأس الفتن وأصل المحن . - وعن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): رأس كل خطيئة حب الدنيا . * وقد ورد عن رسول الله محمّدٍ( صلى الله عليه وآله وسلم) قال:  "مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَ لَمْ يُحَدِّثْ فِيهِمَا نَفْسَهُ بِشَيْ‏ءٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا غَفَرَ اللهُ لَهُ ذُنُوبَه‏". * عِلماً : بأنّ الذنوب والمعاصي من لوازم حُب الدُنيا. * وفقنا الله وإياكم لكل خير بحق محمد وال محمد. * ودُمتم في رعاية الله وحفظه.

4