علي - فلسطين
منذ 4 سنوات

 ابن قيّم الجوزية.. موقف الشيعة منه

لِمَ مجّد صاحب المراجعات (قدّس سرّه) سليمان بن صرد رغم تهجّمه على الإمام الحسن(عليه السلام) بعد الصلح مع معاويه لعنه الله...كيف؟


الاخ علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الدراسة المستفيضة لما ورد بخصوص أخبار سليمان بن صرد تظهر بوضوح أنّه كان من الراسخين في حبّ أهل البيت(عليهم السلام)، والولاء لهم، والمتصلّبين في الدفاع عنهم، والوقوف معهم، وله مواقف مشهورة معروفة. فقد كان قائداً لرجالة الميمنة في صفين، وهو الذي قتل حوشب ذا ظليم (1) . وقد أتى عليّاً(عليه السلام) بعد كتابة الصحيفة ووجهه مضروب بالسيف، فلمّا نظر إليه عليّ(عليه السلام)، قال: (( فَمِنهُم مَن قَضَى نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبدِيلًا )) (الاحزاب:23) ، وأنت ممّن ينتظر وممّن لم يبدّل) فقال: يا أمير المؤمنين أما لو وجدت أعواناً ما كتبت هذه الصحيفة أبداً، أما والله لقد مشيت في الناس ليعودوا إلى أمرهم الأوّل فما وجدت أحداً عنده خير إلاّ قليلا (8) . وكان ممّن كتب إلى عثمان بن عفان مع أصحابه من أهل الكوفة ينصحونه ويدعونه للتقوى والتوبة (3) . وجعله الشيخ المفيد من التابعين لعليّ(عليه السلام) في المدينة (4) ، وفي داره اجتمع الشيعة وكتبوا إلى الحسين(عليه السلام) يعزونه بوفاة الحسن(عليه السلام)، ويؤكّدون على أنّهم شيعته وشيعة أبيه، وأنّه الخلف من بعد أخيه الحسن(عليه السلام) (5) . ولا يقلّل من مكانته وعلوّ كعبه بعض ما كان له من هنات الترديد أو عدم فهم وعجلة في الحكم مثله مثل آخرين غيره من أصحاب الأئمة(عليهم السلام) في بعض أيام الأئمة(عليهم السلام) التي اشتد فيها الابتلاء والتمحيص، كما هو الحال في أيام الأنبياء والأوصياء(عليهم السلام)، فقد تخلّف عن عليّ(عليه السلام) يوم الجمل حتى كاتبه أمير المؤمنين(عليه السلام) بقوله: (ارتبت وتربصت وراوغت، وقد كنت من أوثق الناس في نفسي، وأسرعهم فيما أظنّ إلى نصرتي، فما قعد بك عن أهل بيت نبيّك؟ وما زهدك في نصرتهم؟) (6) ، ولكنّه أكّد محبته ونصرته له(عليه السلام)! وعاتب الإمام الحسن(عليه السلام) بعد سنتين من الصلح بقوله: ((ما ينقضي تعجبّنا من بيعتك لمعاوية ومعك أربعون ألف مقاتل من أهل الكوفة، كلّهم يأخذ العطاء وهم على أبواب منازلهم...الخ)) (7) ، فأجابه الإمام الحسن(عليه السلام) هو ومن معه بما يقنعهم ويشرح لهم الحال. ومنها تخلّفه عن نصرة الإمام الحسين(عليه السلام)، ولكنه ندم وتاب وثار للأخذ بثأر الحسن(عليه السلام) في عين الورد هو وأصحابه التوّابين، فمن كلّ هذا يتّضح لك ما كتبه صاحب (المراجعات) في ترجمته من أنّه كان كبير شيعة العراق وصاحب رأيهم، وأنّ من ترجمه أثنى عليه بالفضل والدين والعبادة، وأنّه من المستبصرين بضلال أعداء أهل البيت(عليهم السلام)، على أنّ السيد شرف الدين لم يأت بشيء من عنده (8) . ودمتم في رعاية الله

2