( 45 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

السلام عليكم عندي استفسار من رخصتكم اكو حديث للنبي محمد(صلى الله عليه واله وسلم) (من اخلص لله اربعين صباحا جرت ينابيع الحكمه على لسانه) اني فتره من حياتي اخلصت بكل اعمالي لله خالصه بس مشفت اي تأثير علي او صارت عندي حكمه شنو مفهوم الاخلاص او شنو يشمل الاخلاص علما اني خلصت نيه خالصه لله مصار عندي تغير؟؟


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته الرواية مروية عن الإمام المهدي -صلوات اللهِ وسلامه عليه - حيث قال: (ومن أخلص العبادة لله أربعين صباحاً، ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه).. الإمام (ع) يقترح علينا أربعين يوما؛ النفس بطبيعتها كسولة، حاول أن تخدع هذهِ النفس، قل: يا نفسي، أريد منك إجازة أربعين يوماً، لتكوني مصداقاً لهذا الحديث الشريف. لم يقل: ظهر ينبوع الحكمة؛ بل ينابيع الحكمة.. هذهِ الحكمة ضالة المؤمن، هذهِ الحكمة التي غبطها داوود عندما رآها في عبدٍ كلقمان الحكيم، هذهِ الحكمة لا تأتي من خلال الكتب، ولا من خلال الحوزات العلمية، ولا من خلال الجامعات.. هناك إنسان ليست له القدرة على القراءة، ولكن عندما يتكلم؛ فإنه يتكلم بعين الحكمة، وكأنهُ متصلٌ بعالم آخر.. نعم، هذهِ الحكمة تعطى لمن أراد الله ذلك، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم}.. فإذن، إن الطريق إلى هذهِ الجائزة الكبرى، أن نخلص العبادة للهِ أربعين صباحاً.. طبعاً الإخلاص أربعين صباحاً لا يلازم دائماً المجاهدة، الإمام لم يقل: صم أربعين يوماً.. ولم يقل: قم الليل أربعين ليلة!.. قال: (أخلص العبادة لله أربعين صباحاً)؛ ولا مانع من أربعينيتين: أربعينية تمهيدية، وأربعينية حقيقية.. في الأربعينية التمهيدية قل: يا نفس، أعطيك ما تريدين من الحلال {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}.. قبل أن تمارس هذا الحلال، قل: يا رب، هذا لأتقوى بهِ على طاعتك!.. كل أشهى الطعام؛ ولكن قم بآداب تناول الطعام، من غسل اليدين، والتسمية قبل تناوله، والحمد آخره.. وعند النوم قل: أنام الليل؛ لأقوم صباحاً لعبادتك.. وعند الذهاب إلى الوظيفة قل: أذهب للدوام؛ لأكتسب المال الحلال، لأغني بها عائلتي.. أين الصعوبة!.. يا ربِ، أقوم بهذا العمل بهذا الداعي القربي.. وهذا المقدار من أقل مصاديق من أخلصَ للهِ أربعينَ صباحاً، وأنتظر بعد ذلك ينابيع الحكمة التي لا تنقطع أبداً. إن الطريقُ إلى الله -عزَ وجل- طريقٌ سهل، قيل للإمام السجّاد (عليه السلام) يوماً: إنّ الحسن البصري قال: (ليس العجب ممّن هلك كيف هلك؟.. وإنّما العجب ممّن نجا كيف نجا.. فقال (عليه السلام): (أنا أقول: ليس العجب ممّن نجا كيف نجا!؟.. وأمّا العجب ممّن هلك كيف هلك، مع سعة رحمة الله)؟!.. الهلاك هو خلاف الطبيعة، ربُ العالمين {مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ}؛ فالهلاك هو الأمر الغريب، وإلا النجاة فهي على القاعدة.

2