عمر سامي - السعودية
منذ 4 سنوات

أحمد بن حنبل

من هو أحمد بن حنبل؟ أرجو أن تزودوني بالمعلومات الكافيه عنه.


الاخ عمر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أورد السيّد محمّد الكثيري ترجمة جيّدة لأحمد بن حنبل نورد لك بعضاً منها: قال: ((هو الإمام أحمد بن حنبل، أبو عبد الله الشيباني، ثمّ المروزي، ثمّ البغدادي، حملت به أُمّه بمرو، وقدمت بغداد وهي حامل به، فولدته في ربيع الأوّل سنة أربع وستين ومائة، وكان أبوه محمّد والي سرخس, وكان من أبناء الدعوة العبّاسية. توفّي أبوه وهو ابن ثلاث سنين، فكفلته أُمّه، توفّي أبو عبد الله أحمد بن حنبل يوم الجمعة الثاني عشر من سنة إحدى وأربعين ومائتين، وله من العمر سبع وسبعين سنة, ودفن بباب حرب في الجانب الغربي, وصلّى عليه محمّد بن طاهر، وقبره ظاهر مشهور يزار ويتبرك به، وقد حضر جنازته خلق كثير من الناس، لم ير مثل ذلك اليوم والاجتماع في جنازته من سلف قبله، وكان للعامّة فيه كلام كثير جرى بينهم بالعكس والضدّ في الأمور ... المزید إلى أن قال: ذكر المؤرّخون أنّ بداية طلب أحمد بن حنبل للعلوم ترجع إلى سنة (197هـ)، وقد كان في حداثته يختلف إلى مجلس القاضي أبو يوسف, ثمّ ترك ذلك وأقبل على سماع الحديث... ثمّ قال: وقد رحل أحمد في طلب الحديث إلى الكوفة والبصرة ومكّة والمدينة واليمن والشام والعراق. وممّن تلقى عليهم: سفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعيد، ويحيى بن سعيد القطّان، المتوفّى سنة (198هـ)، ووكيع، المتوفّى سنة (196هـ)، وابن علية، المتوفّى سنة (193هـ)، وابن مهدي، المتوفّى سنة (198هـ)، وعبد الرزّاق بن همام، المتوفّى سنة (211هـ)، وجرير بن عبد الحميد، المتوفّى سنة (188هـ)، وغيرهم.. واجتمع أحمد بالشافعي وأخذ عنه الفقه وأُصوله، وبدأت علاقاته به في سنة (190هـ)، حين قدم الشافعي بغداد، ودام هذا الاتّصال إلى سنة (197هـ)، وهي السنة التي توجّه الشافعي فيها إلى مكّة... إلى أن قال: أمّا العلماء الذين أخذ عنهم أحمد، فقد ذكر علماء الرجال كثيراً من رجال الشيعة كانوا من شيوخ أحمد، وكذلك ذكرهم ابن الجوزي في مناقب أحمد، منهم: 1- إسماعيل بن أبان الأزدي، أبو إسحاق، المتوفّى سنة (205هـ)، وهو من شيوخ البخاري وابن معين أيضاً. 2- إسحاق بن منصور السلوي، أبو عبد الرحمن الكوفي، المتوفّى سنة (205هـ)، وقد خرّج حديثه أصحاب الصحاح الستّة. وهكذا إلى سبعة عشر منهم الذين أخذ عنهم أحمد بن حنبل من رجالات الشيعة كما ذكرهم وآخرين معهم... ثمّ قال: ومعرفة أحمد بن حنبل وأخذه عن هؤلاء الأعلام من محدّثي الشيعة وأعلامهم قد يكون السبب في معرفة أحمد بالتشيّع، واطّلاعه على فضائل الإمام عليّ(عليه السلام) ومظلوميته, فكان أن اتّخذ موقفاً متميّزاً بخصوصه، حيث أعلن التربيع, أي الاعتراف بالإمام عليّ(عليه السلام) كخليفة رابع بعد الخلفاء الثلاثة. وهذا الكلام قد لا يعرفه بعض أبناء الصحوة اليوم! فإنّهم درجوا على معرفة الخلفاء الأربعة وأنّهم الخلفاء الراشدون, ولم يعلموا أنّ أغلب المحدّثين من غير الشيعة كانوا لا يرونه خليفة! وذلك تماشياً مع عقائد بني أميّة وبعض ملوك بني العبّاس، لذلك رفضوا خلافته(عليه السلام)... إلى أن قال: بل إنّ أحمد اتّخذ موقفاً صارماً ممّن لا يرى خلافة الإمام عليّ(عليه السلام) عندما قال: من لم يربع بعليّ بن أبي طالب(عليه السلام) في الخلافة فلا تكلّموه ولا تناكحوه، وبذلك انقمع كثير من أهل الحديث عن مقالتهم التي كانوا يعتقدونها)) (1) . ولكن العلاّمة الخوانساري صاحب (الروضات)، قال عنه: ((الشيباني النسل المروزي الأصل، البغدادي المنشأ والمسكن والخاتمة، ينتهي نسبه إلى ذي الثدية الملعون رئيس الخوارج الذي قتله أمير المؤمنين(عليه السلام)، ولهذا اشتهر كونه منحرفاً عن الولاء له(عليه السلام) بالشدّة، مع أنّه من كبار أئمّة أهل السُنّة والجماعة القائلين بخلافته وفرض اتّباعه وموالاته ولو بعد الثلاثة لا محالة. بل يروى عنه أنّه قال: أحفظ أو أحدث ممّا قد رويته بالإسناد عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثلاثين ألف حديث في فضائل عليّ بن أبي طالب(عليه السلام). وعن الإمام الثعالبي المفسّر، أنّه ينقل عن أحمد بن حنبل المذكور أنّه قال: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما جاء لعليّ(عليه السلام) من الفضائل. إلى أن قال: ودعي إلى القول بخلق القرآن فلم يجب, فضرب وحبس وهو مصرّ على الامتناع, كان حسن الوجه ربعة، يخضب بالحناء خضاباً ليس بالقاني، في لحيته شعيرات سود. ثمّ نقل عن ابن عبد البرّ قوله: وكان فقيهاً محدّثاً، وغلب عليه علم الحديث والعناية به وبطرقه.. ونقل عن صاحب (الرياض) بأنّه: كان في عصر الإمام محمّد بن عليّ التقي(عليه السلام). ثمّ قال: أنّه توفّي في زمن مولانا الإمام الهادي أبي الحسن النقي(عليه السلام)، وأدرك برهة من دولة المتوكّل. وفي (إرشاد القلوب) للديلمي: أنّ أحمد كان تلميذاً لمولانا الكاظم(عليه السلام)، كما أنّ أبا حنيفة كان من تلامذة الصادق(عليه السلام) )) (2) . وقال الذهبي (ت748هـ): ((قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: ودّدت أنّي نجوت من هذا الأمر كفافاً لا عليَّ ولا لي)) (3) . ودمتم في رعاية الله

2