السلام عليكم
عندي سؤالين قرآنين :
س1 : لماذا قال الله تعالى ( إنا اعطيناك الكوثر) ولم يقل ( إنا أتيناك الكوثر) ما الفرق بين الكلمتين؟
س2 : في سورة الأنعام آية 95 قال تعالى ( يخرج الحي من الميت و مخرج الميت من الحي) ما الفرق بين يخرج و مخرج في الآية؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مرحباً بك أيها السائل الكريم
جواب السؤال الأول :
ذكر بعض المحققين ان هناك تقارب صوتي بين آتى وأعطى وتقارب من حيث المعنى أيضاً لكن آتى تستعمل لما هو أوسع من أعطى في اللغة فقد يتقاربان.
آتى تستعمل لأعطى وما لا يصح لأعطى (يؤتي الحكمة من يشاء) (ولقد آتينا موسى تسع آيات) ( وآتيناهم ملكاً عظيماً). آتى تستعمل للرحمة، للحكمة، للأموال (وآتى المال على حبه) وتستعمل للرشد (وآتينا إبراهيم رشده). آتى تستعمل عادة للأمور المعنوية (لقد آتيناك من لدنا ذكرا) وقد تستعمل للأمور المادية أيضاً.
أما أعطى فهي تستعمل في الأمور المادية فقط (وأعطى قليلاً وأكدى) (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى)..
إذن آتى تستعمل للأموال وغير الأموال وأكثر استعمالها للأمور الواسعة والعظيمة كالملك والرشد والحكمة.
وأعطى للتخصيص على الأغلب وهناك أمور لا يصح فيها استعمال أعطى أصلا كالحكمة والرشد.
وما دامت كلمة آتى أوسع استعمالا فلماذا إذن لم يستعمل آتى بدل أعطى؟
الإيتاء يشمله النزع بمعنى انه ليس تمليكا إنما العطاء تمليك. والإيتاء ليس بالضرورة تمليكا (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) (وآتيناه من الكنوز ... المزید. ثم خسفنا به وبداره الأرض) إذن الإيتاء يشمله النزع أما العطاء فهو تمليك. في الملك يستعمل الإيتاء لأنه قد ينزعه سبحانه أما العطاء فهو للتمليك وبما انه تمليك للشخص فله حق التصرف فيه وليس له ذلك في الإيتاء. (رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي.... هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) أي بما انه عطاء من الله تعالى لسيدنا سليمان فله حق التصرف في عطاء الله له.
وقد يكون الإيتاء آية فليس للنبي حق التصرف بها بل عليه تبليغها ورب العالمين ملك رسوله - ﷺ - الكوثر وأعطاه إياه تمليكاً له أن يتصرف فيه كيفما شاء.
جواب السؤال الثاني:
هناك قاعدة نحوية: الإسم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث والتجدد. وهذة
الآية تدخل في هذه القاعدة والذي يحدد استعمال الإسم أو الفعل في القرآن الكريم هو السياق..
أبرز صفات الحيّ الحركة والتجديد (من الحياة) وقد قال تعالى مع الحيّ (يُخرج الحي من الميت) جاء بالصيغة الفعلية التي تدل على الحركة وعلى أن هذا الفعل متجدد ويتكرر في كل آن فهو أمر معلوم وليس مصادفة. ومن صفات الميّت السكون لذا جاء بالصيغة الإسمية مع ما تقتضيه من السكون وللدلالة على الدوام والثبات.
دمتم في رعاية الله