logo-img
السیاسات و الشروط
( 50 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

الحسد والعين #

١- أخاف من الحسد، فأقوم بالكذب على الآخرين في بعض الأحيان؛ لكي أبعد الحسد، هل عليّ إثم؟ ٢- إن الله تعالى يقدّر الأقدار، فهل يقدّر على أحد أن يصيبه الحسد بشيء؟ وإذا كان كل شيء مكتوب و مقدّر، هل يعني أنه ليس هناك حلّ للوقاية من الحسد؟ ٣- ما هي الأشياء الواردة لإبعاد ضرر الحسد؟


قبل الإجابة ينبغي بيان الفرق بين الحسد والعين، فالحسد هو تمنّي زوال نعمة المحسود وانتقالها إلى الحاسد، وأما إرادة مثلها لنفسه من دون إرادة زوالها من صاحبها فهي غبطة، وليست الغبطة بمذمومة. أما العين: فهي قوة مؤثّرة بالشرّ لدى بعض الناس، يحصل أثرها حال التعجب من شيء أو صفة. ويطلق الحسد عرفا على الإصابة بالعين، وإن اختلف معناهما بحسب اللغة، وجرى الاصطلاح على الفهم العرفي فصارا كالمترادفين معنى . وبعد بيان هذه المقدمة نجيب على أسئلتكم، فنقول: ١- العين أو الحسد بشكل عام أمر موجود، بل واقع، وآثاره قد تصل إلى الموت، وقد ورد ما يشير إلى ذلك في روايات أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام)، منها: ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) : "إن العين لتُدخل الرجل القبر، والجمل القِدْر"( جامع الأخبار ج ١، ص ١٥)، ومنها: ماورد عن الإمام الصادق (عليه السلام ) "العين حق، ولست تأمنها على نفسك ولا منك على غيرك، فإذا خفت ذلك فقل ثلاثاً: ما شاء الله لا قوة إلا بالله العلي العظيم" (جنة الأمان الواقیة و جنة الإیمان الباقیة (المصباح) ج ١، ص ٢٢٠)، ولا يجوز الكذب للتخلص من الحسد والعين إلّا إذا كان لدفع ضرر، نعم يمكن التخلص منهما إمّا بالتورية، وإمّا بالكتمان، أو غير ذلك. ٢،٣- الذي يدفعه كما هو وارد أن تردد هذه ثلاثاً( ما شاء الله لا قوة إلا بالله العلي العظيم ) مع التوكل على الله، أو ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام :- "إذا تهيأ أحدكم بهيئة تعجبه فليقرأ حين يخرج من بيته المعوذتين، فإنه لا يضره شيء بإذن الله تعالى"(بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار علیهم السلام ج ٩٢، ص ١٣٣)، أو ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله)"من رأى شيئا يعجبه فقال: الله الله ما شاء الله، لا قوة إلا بالله لم يضره شيء"(بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار علیهم السلام ج ٦٠، ص ١).

36