ابو الغيث - الجزر العذراء البريطانية
منذ 4 سنوات

 ابن قيّم الجوزية.. موقف الشيعة منه

هل يصحّ هذا الكلام؟ سيّما أنّ أُستاذ ابن سينا في الفقه: إسماعيل الأزهري، المعروف بحنفيته، (وقد ذكر أنّ من فرق الحنفية الشيعة، ومن الحنفية الذين تلبّسوا بعقيدة الشيعة الباطنية ابن سينا، أبو عليّ الحسين بن عبد الله بن الحسن بن عليّ بن سينا البلخي، والمعروف بالرئيس المتوفّى سنة 428هـ؛ فقد قال عنه ابن صلاح: ((كان شيطاناً من شياطين الإِنس)). ومع هذا هو عند بعض كتّاب التراجم من الحنفية وليّ من أولياء الله تعالى، صاحب كرامات مشهورة. ويقول السيّد حسن الصدر: ((أبو علي ابن سينا، شيخ الحكمة في المشائين، حاله في الفضل أشهر من أن يذكر، وقد أطال القاضي المرعشي في طبقاته الفارسية في الاستدلال على إمامية الشيخ الرئيس، ولم أتحقّق ذلك، نعم، هو ولد على فطرة التشيّع، كان أبوه شيعيّاً إسماعيلياً)). ويقال: أنّه اتّخذ الحنفية لتساهلها، فكان يشرب الخمر وينهمك في لذّات الحياة!! وهل هذا ينسجم مع عطائه العلمي؟!


الأخ أبا الغيث المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أكثر المصادر التاريخية التي تتحدّث عن سيرة الشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن سينا تشير إلى كونه: إسماعيلي المذهب؛ نظراً إلى ما ورد في سيرته الذاتية التي أملاها على تلميذه الجوزجاني، من أنّ أباه كان ممّن أجاب داعي الإسماعيلية في بخارى، فالمظنون جدّاً أنّ ابن سينا قد اقتفى أثر والده في الاعتقاد، غير أنّ بعض العلماء ممّن ترجم له رجّح أن يكون ابن سينا اثنا عشرياً إمامياً لا إسماعيلياً.. وذلك بناءً على ما ورد في بعض كتبه من قوله بالإمامة، وذهب إلى هذا الرأي: المحقّق المصري سليمان دنيا، في مقدّمته لكتاب (الإشارات والتنبيهات) الطبعة المصرية. ولكن لم تثبت إمامية ابن سينا من مصدر معتبر، وإنّما هي استنتاجات وترجيحات. وعليه فإنّ المعتمد عليه هو: ما جاء في مطاوي ما ذكره المؤرّخون، كابن أبي أصيبعة في (طبقات الأطباء) (1) ، والذهبي في (سير أعلام النبلاء)، وابن النديم في (الفهرست)، وأضرابهم. وأمّا شربه للخمر، فقد ذكر كلّ من ترجم له أنّه تاب منه ومن كلّ معاصيه لمّا علم أنّه لا شفاء من مرضه الذي أصيب به ومات بسببه. ودمتم في رعاية الله

1