السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التكبر من الأمراض الأخلاقية الخطيرة، الشائعة في الأوساط الاجتماعيّة ، التي سرت عدواها ، وطغت مضاعفاتها على المجتمع ، وغدا يعاني مساوئها الجمّة . وهو حالة تدعو إلى الإعجاب بالنفس ، والتعاظم على الغير ، بالقول أو الفعل ، وهو من أخطر الأمراض الخلقيّة ، وأشدّها فتكاً بالإنسان ، وأدعاها إلى مقت الناس له وازدرائهم به ، ونفرتهم منه . وذلك لأسباب واهية وغير عقلائية .
وقد قال تعالى : ( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ )
وروي عن الامام الصادق (عليه السلام) : ( إنّ في السماء ملَكَين موكَّلين بالعباد ، فمَن تواضع للّه رَفَعاه ، ومن تكبّر وضعاه ) .
فمن مساوئ التكبّر وآثاره السيّئة في حياة الفرد أنّه متى استبدّ بالإنسان ، أحاط نفسه بهالةٍ من الزهو والخيَلاء ، وجُنّ بحبِّ الأنانيّة والظهور ، فلا يسعده إلاّ الملِق المزيف ، والثناء الكاذب ، فيتعامى آنذاك عن نقائصه وعيوبه ، ولا يهتمّ بتهذيب نفسه ، وتلافي نقائصه ، ما يجعله هدفاً لسهام النقد ، وعرضة للمقت والازدراء .
وحيث كان التكبّر هَوَساً أخلاقيّاً خطيراً ماحقاً ، فجدير بكلّ عاقل أنْ يأخذ حذره منه ، وأنْ يجتهد في علاج نفسه ، وتطهيرها مِن مثالبه ، و قد یکون علی العباد بأن یستعظم نفسه و یستصغرهم، و هذا و إن کان دون الأولین، إلا أنه من المهلکات العظیمة، من حیث إنه یؤدی إلی مخالفة اللَّه سبحانه، إذ صاحبه إذا سمع من عبد استنکف من قبوله و اشمأز بجحده،فأفضل الناس أحسنهم أخلاقاً ، وأكثرهم نفعاً ، وأشدّهم تقوى وصلاحاً .
وعليكم أنْ تتذكّر مآثر التواضع ومحاسنه ، ومساوئ التكبّر وآثامه ، وما ترادف في مدح الأوّل وذمّ الثاني من دلائل العقل والنقل ، وعليكم بالتواضع ، والتخلّق بأخلاق المتواضعين ، لتخفيف حدّة التكبّر في نفسه ، وعليكم الحذر من اتكبر هذه الصفة فانها من المهلكات ومن الامراض الشيطانية اعاذكم الله منها
دمتم موفقين