logo-img
السیاسات و الشروط
Moktda Sabar ( 20 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الكبر

هنالك شخص يحبني ويريد الكلام معي ولكن أنا لا أطيق حديثه لأنه نوعاً ما ثقيل.. فهل أنا متكبر في هذه الحالة؟ وجزاكم الله خير الجزاء


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته التكبر من الأمراض الأخلاقية الخطيرة، الشائعة في الأوساط الاجتماعيّة ، التي سرت عدواها ، وطغت مضاعفاتها على المجتمع ، وغدا يعاني مساوئها الجمّة . وهو حالة تدعو إلى الإعجاب بالنفس ، والتعاظم على الغير ، بالقول أو الفعل ، وهو من أخطر الأمراض الخلقيّة ، وأشدّها فتكاً بالإنسان ، وأدعاها إلى مقت الناس له وازدرائهم به ، ونفرتهم منه . وذلك لأسباب واهية وغير عقلائية . وقد قال تعالى : ( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ) وروي عن الامام الصادق (عليه السلام) : ( إنّ في السماء ملَكَين موكَّلين بالعباد ، فمَن تواضع للّه رَفَعاه ، ومن تكبّر وضعاه ) . فمن مساوئ التكبّر وآثاره السيّئة في حياة الفرد أنّه متى استبدّ بالإنسان ، أحاط نفسه بهالةٍ من الزهو والخيَلاء ، وجُنّ بحبِّ الأنانيّة والظهور ، فلا يسعده إلاّ الملِق المزيف ، والثناء الكاذب ، فيتعامى آنذاك عن نقائصه وعيوبه ، ولا يهتمّ بتهذيب نفسه ، وتلافي نقائصه ، ما يجعله هدفاً لسهام النقد ، وعرضة للمقت والازدراء . وحيث كان التكبّر هَوَساً أخلاقيّاً خطيراً ماحقاً ، فجدير بكلّ عاقل أنْ يأخذ حذره منه ، وأنْ يجتهد في علاج نفسه ، وتطهيرها مِن مثالبه ، و قد یکون علی العباد بأن یستعظم نفسه و یستصغرهم، و هذا و إن کان دون الأولین، إلا أنه من المهلکات العظیمة، من حیث إنه یؤدی إلی مخالفة اللَّه سبحانه، إذ صاحبه إذا سمع من عبد استنکف من قبوله و اشمأز بجحده،فأفضل الناس أحسنهم أخلاقاً ، وأكثرهم نفعاً ، وأشدّهم تقوى وصلاحاً . وعليكم أنْ تتذكّر مآثر التواضع ومحاسنه ، ومساوئ التكبّر وآثامه ، وما ترادف في مدح الأوّل وذمّ الثاني من دلائل العقل والنقل ، وعليكم بالتواضع ، والتخلّق بأخلاق المتواضعين ، لتخفيف حدّة التكبّر في نفسه ، وعليكم الحذر من اتكبر هذه الصفة فانها من المهلكات ومن الامراض الشيطانية اعاذكم الله منها دمتم موفقين

1