الفرق بينهما عظيم فالإيمان مرتبة أعلى من الإسلام، ويدل على هذا قوله تعالى: وقَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (الحجرات :14)
وورد في الكافي: عن الوشاء عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: الايمان فوق الاسلام بدرجة، والتقوى فوق الايمان بدرجة، واليقين فوق التقوى بدرجة، وما قسم في الناس شئ أقل من اليقين الكافي ج ٢ ص ٥١
فالإسلام: نطق الشهادتين، فمن تشهّد بهما وصلى وصام وحج وزكّى، وكان غير منكِر لضرورات الإسلام، كان مسلمًِا يحرم دمه وماله وتجري عليه المناكح والمواريث؛ فله ما لهم وعليه ما عليهم.
أمّا الإيمان فقد قلنا إنّه مرتبة أعلى وأسمى من خصوص النطق والتلفظ والإظهار؛ يعني: الاعتقاد القلبي بأصول الدين والمذهب وقبولها وترتيب العمل عليها، ومن أهمّ الأركان والأصول: ولاية أهل البيت(عليهم السلام)؛ فإنّها شرط قبول الأعمال في الآخرة.
ومنه تعرفون الفرق بين المسلم والمؤمن.
ولا يخفى أنّه قد يُعبر بكلمة الاسلام عن الإنقياد المطلق لله وهي مرتبة عظيمة، كما في قوله تعالى: وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (البقرة : ١٣٠ -١٣١)