تقليد أو النظر في العقائد
العلاّمة المحقّق الشيخ محمدرضا المظفر في كتاب (عقائد الإمامية/ عقيدتنا في النظر والمعرفة ص 32): ((الأوّل: وجوب النظر والمعرفة في أصول العقائد، ولا يجوز تقليد الغير فيها. الثاني: إنّ هذا وجوب عقلي قبل أن يكون وجوباً شرعياً أي لا يستسقى علمه من النصوص الدينية، وإن كان يصحّ أن يكون مؤيّداً بها بعد دلالة العقل)). تبرز إشكالية في موضوع حديث الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي...).. الإشكال الأوّل: أقوال العترة(سلام الله عليهم) هي نصوص دينية، وهذا يتقاطع مع قواعدنا في الأصول التي مبناها على النظر العقلي في إثبات الأصول، وأصبح عقلنا يتقدّم على كلام المعصوم، بل أصبح العقل هو المعصوم؟! الإشكال الثاني: التمسّك بالنص الديني المنقول عن العترة(سلام الله عليهم) دوره على التأييد والتعضيد بعد النظر العقلي، وأصبح التأييد فرعي، وبهذا يتساوون(عليهم السلام) مع غيرهم من الفقهاء الغير معصومين؟!
الأخ قيس عزم المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يريد الشيخ المظفر القول: بأنّ العقائد كلّها لا يمكن الاستدلال عليها من النصوص الدينية، بل يريد القول: بأنّ هذا الوجوب، وهو وجوب النظر والمعرفة في أصول الدين أي ادراك العقل لضرورة المعرفة ولزوم التفكير، هذا دليل عقلي. وبقوله هذا يريد توجيه الخطاب للذي لا يعتقد بأي دين، فإنّه ربّما يعتذر ويقول: إنّي لم يصلني أي خطاب يشير إلى وجود إله وأنبياء وأوصياء.. وغير ذلك من العقائد. فهنا السيخ المظفر يقول له: إنّ وجوب النظر والمعرفة وجوب عقلي، فلا يصحّ منك الاعتذار! لأنّ العقل يرشد إلى لا بدّية التفكير والاجتهاد في أصول الاعتقادات، لكن بعد أن تثبت عنده بعض المقدّمات بالدليل العقلي يمكنه الاستعانة بالنصوص الدينية للوصول إلى العقائد الحقّة، وبذلك يكون هناك دور مهم للنصوص الدينية لا كما تتصوّر. ودمتم في رعاية الله