logo-img
السیاسات و الشروط
ابو محمد الخزرجي - الكويت
منذ 5 سنوات

كفر المخالفين

أقول: يستدلّ البعض بهذه الأخبار على كفر المخالفين - أهل السُنّة - فهل يصحّ الاحتجاج بهذه الأخبار لإثبات كفرهم؟ قال الشيخ يوسف البحراني في (الحدائق الناظرة) ما نصّه: ((وأماّ الأخبار الدالّة على كفر المخالفين، عدا المستضعفين، فمنها: ما رواه في الكافي بسنده عن مولانا الباقر(عليه السلام)، قال: (إنّ الله عزّ وجلّ نصب عليّاً(عليه السلام) عَلَماً بينه وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمناً، ومن أنكره كان كافراً، ومن جهله كان ضالاً..). وروى فيه عن أبي إبراهيم(عليه السلام) قال: (انّ عليّاً(عليه السلام) باب من أبواب الجنّة فمن دخل بابه كان مؤمناً، ومن خرج من بابه كان كافراً، ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه كان في الطبقة الذين لله عز ّوجلّ فيهم المشيئة). وروى فيه عن الصادق(عليه السلام)، قال: (.. من عرفنا كان مؤمناً ومن أنكرنا كان كافراً، ومن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضالاً حتّى يرجع إلى الهدى الذي افترضه الله عليه من طاعتنا الواجبة، فإن مات على ضلالته يفعل الله به ما يشاء). وروى الصدوق في (عقاب الأعمال)، قال: ((قال أبو جعفر(عليه السلام): (إنّ الله تعالى جعل عليّاً(عليه السلام) علماً بينه وبين خلقه، ليس بينهم وبينه علم غيره، فمن تبعه كان مؤمناً، ومن جحده كان كافراً، ومن شكّ فيه كان مشركاً). وروى البرقي في (المحاسن) مثله. وروى فيه أيضاً عن الصادق(عليه السلام)، قال: (إنّ عليّاً(عليه السلام) باب هدى، من عرفه كان مؤمناً، ومن خالفه كان كافراً، ومن أنكره دخل النار). وروى في العلل بسنده إلى الباقر(عليه السلام)، قال: (إنّ العلم الذي وضعه رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عند عليّ(عليه السلام) من عرفه كان مؤمناً، ومن جحده كان كافراً). وروى في كتاب (التوحيد)، وكتاب (إكمال الدين وإتمام النعمة): عن الصادق(عليه السلام)، قال: (الإمام علم بين الله عزّ وجلّ وبين خلقه، من عرفه كان مؤمناً، ومن أنكره كان كافراً). وروى في (الأمالي) بسنده فيه عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال لحذيفة اليماني: (يا حذيفة! إنّ حجّة الله عليكم بعدي عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، الكفر به كفر بالله سبحانه، والشرك به شرك بالله سبحانه، والشكّ فيه شكّ في الله سبحانه، والإلحاد فيه إلحاد في الله سبحانه، والإنكار له إنكار لله تعالى، والإيمان به إيمان بالله تعالى؛ لأنّه أخو رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ووصيّه، وإمام أمّته ومولاهم، وهو حبل الله المتين وعروته الوثقى التي لا انفصام لها..) الحديث. وروى في (الكافي) بسنده إلى الصحّاف، قال: ((سألت أبا عبد الله(عليه السلام) عن قوله تعالى: (( فَمِنكُم كَافِرٌ وَمِنكُم مُؤمِنٌ )) (التغابن:2)؟ فقال: (عرف الله تعالى إيمانهم بموالاتنا، وكفرهم بها، يوم أخذ عليهم الميثاق وهم ذرّ في صلب آدم) )). راجع: كتاب (الحدائق الناظرة ج5 ص181 - ص183). قلت: لقد استدلّ الشيخ البحراني بهذه الأخبار لإثبات كفر المخالفين - أهل السُنّة - فما هو رأيكم بهذا الاستدلال؟ اللّهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد..


الأخ أبا محمد المحترم هذه الأخبار لا تثبت إلاّ كفر من أنكر الإمامة يوم القيامة ودخوله النار، وأنّ من جهله كان ضالاً، ويرجأ أمره إلى الله تعالى. وهي قاصرة عن إثبات كونهم كفّار في الدنيا. ودمتم برعاية الله