karrar ( 27 سنة ) - العراق
منذ سنتين

ما هو تفسير الآية

السلام عليكم س١/ ماهو تفسير الآية الكريمة من سورة الحجر: بسم الله الرحمن الرحيم رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ س٢/ لماذا الله عز وجل يقول ربما وهو يعلم بكل شيء؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته مرحباً بك أيها السائل الكريم جواب السؤال الأول: جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٨ - الصفحة ١٠-١٢: يحذر الذين يصرون على الفساد ومخالفة آيات الله الجلية، ويخبر بأنهم سوف يندمون حين ينكشف الغطاء يوم القيامة بما كسبت أيديهم من كفر وتعصب أعمى وعناد. ويقول: ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين. فالمراد بكلمة " يود " التمني حسب ما ورد في تفسير الميزان، وذكر كلمة " لو " للدلالة على تمنيهم الإسلام في وقت لا يمكنهم فيه العودة إلى ما كانوا ينكرون، وهذه إشارة إلى أن تمنيهم سيكون في العالم الآخر وبعد معاينة نتائج الأعمال. ويؤيد هذا المعنى وما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: " ينادي مناد يوم القيامة يسمع الخلائق إنه لا يدخل الجنة إلا مسلم، فثم يود سائر الخلائق أنهم كانوا مسلمين ". (1) وروي أيضا عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من يشاء الله من أهل القبلة، قال الكفار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين، قالو: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب (كبائر) فأخذنا بها (وهذا الاعتراف بالذنب والتقصير ولوم الأعداء يكون سببا لأن) يسمع الله عز وجل ما قالوا فأمر من كان في النار من أهل الإسلام فأخرجوا منها فحينئذ يقول الكفار: يا ليتنا كنا مسلمين ". وربما كان ظاهر الآية يوحي إلى أولئك الكفرة الذين ما زالت جذوة الفطرة تسري في أعماق وجدانهم، وحينما لمسوا من نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) تلك الآيات الربانية التي تناغي أوتار القلوب، لانت قلوبهم وتمنوا أن لو يكونوا مسلمين، إلا أن تعصبهم الأعمى وعنادهم القاتم، أو قل منافعهم المادية حجبتهم عن قبول دعوة الحق، وبذلك بقوا بين قضبان كفرهم واستحوذت عليهم أحابيل الكفر و الضلال. وعلى أية حال، ينبغي التنويه بعدم وجود تعارض بين أي من التفسيرين، فيمكن حمل الآية على ندم بعض من الكافرين في كلا العالمين (الدنيا والآخرة)، واعتبار عدم استطاعتهم العودة إلى الإسلام في حياتهم الدنيا وفي الآخرة لجهات مختلفة - فتأمل. جواب السؤال الثاني : ذكر علماء النحو ،ان دخول ( رب ) هنا على الفعل المضارع ( يود ) مع اختصاصها بالدخول على الفعل الماضى ، للإِشارة إلى أن أخبار الله - تعالى - بمنزلة الواقع المحقق سواء أكانت للمستقبل أم لغيره . قال صاحب الكشاف : " فإن قلت : لم دخلت على المضارع وقد أبوا دخولها إلا على الماضي؟ قلت : لأن المترقب فى أخبار الله - تعالى - بمنزلة الماضي المقطوع به فى تحققه ، فكأنه قيل : " ربما ود الذين كفروا . . " " . نرجوا ارسال سؤال واحد في كل رسالة في المستقبل دمتم في رعاية الله.

3