من المعروف أنّ:
1- إنكار أيّ أصل من أُصول الدين يخرج منكره عن الدين (يعني: لا يُحسب مسلماً).
2- أُصول الدين عند الإمامية خمسة: التوحيد، العدل، النبوّة، الإمامة، المعاد.
3- إخواننا السُنّة يُنكرون الإمامة, فكيف يُعدّ السُنّة مسلمين؟
ووجد في أحد المصادر: ((وعلماء الشيعة وفقاً للأدلّة التي عندهم لا يعتبرون من لم يعتقد بالإمامة خارجاً عن الدين، وعليه فإنّ الإمامة تكون من أُصول المذهب، من لم يعتقد بها خرج من المذهب ولم يخرج من الدين)).
فإن كان هذا صحيحاً فما هذه الأدلّة؟
وإذا لم يخرج إنكارها المنكر عن الدين, لماذا تُعدّ الإمامة من أُصول الدين؟
الاخت خديجة المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد عدّ المحقّقون ومشهور الفقهاء عند الإمامية أنّ الإمامة أصل من أُصول الدين والمذهب، لا يكفّر من لم يعتقد بها، ومن هنا قالوا بإسلام المخالفين - أي غير المعتقدين بالإمامة - وطهارتهم, وقد استندوا في ذلك إلى جملة من النصوص المتضافرة في المعنى. قال السيّد الحكيم في (مستمسك العروة الوثقى)، بعد ذكره جملة من الأقوال والروايات التي يستفاد منها كفر المخالفين: ((وفي الجميع خدش ظاهر؛ إذ الكفر المدّعى عليه الإجماع في كلام الحلّي وغيره، إن كان المراد منه: ما يقابل الإسلام, فهو معلوم الانتفاء. فإنّ المعروف بين أصحابنا إسلام المخالفين.. وإن كان المراد به: ما يقابل الإيمان - كما هو الظاهر، بقرينة نسبة القول بفسق المخالفين إلى بعض أصحابنا في كتاب (فص الياقوت) في قبال نسبة الكفر إلى جمهورهم - لم يُجدِ في إثبات النجاسة؛ لأنّ الكافر الذي انعقد الإجماع ودلّت الأدلّة على نجاسته ما كان بالمعنى الأوّل, كما تشهد به الفتوى بالطهارة هنا من كثير من نقلة الإجماع على نجاسة الكافر. وأمّا النصوص، فالذي يظهر منها: أنّها في مقام إثبات الكفر للمخالفين بالمعنى المقابل للإيمان؛ كما يظهر من المقابلة فيها بين الكافر والمؤمن، فراجعها. وقد ذكر في (الحدائق) كثيراً منها.
ويشهد لذلك: النصوص الكثيرة الشارحة لحقيقة الإسلام، كموثق سماعة: ((قلت لأبي عبد الله(عليه السلام): أخبرني عن الإسلام والإيمان أهما مختلفان؟ فقال(عليه السلام): (إنّ الإيمان يشارك الإسلام, والإسلام لا يشارك الإيمان). فقلت: فصفهما لي؟ فقال(عليه السلام): (الإسلام: شهادة أن لا إله إلاّ الله، والتصديق برسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم), به حقنت الدماء, وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره جماعة الناس. والإيمان: الهدى, وما يثبت في القلوب من صفة الإسلام، وما ظهر من العمل به). وصحيح حمران، عن أبي جعفر(عليه السلام): ((سمعته يقول: (الإيمان: ما استقرّ في القلب, وأفضى به إلى الله تعالى, وصدّقه العمل بالطاعة والتسليم لأمره. والإسلام: ما ظهر من قول أو فعل, وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلّها, وبه حقنت الدماء، وعليه جرت المواريث وجاز النكاح..) )). وخبر سفيان بن السمط: ((سأل رجل أبا عبد الله(عليه السلام) عن الإسلام والإيمان، ما الفرق بينهما؟ ... المزید إلى أن قال: فقال(عليه السلام): (الإسلام هو: الظاهر الذي عليه الناس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, وحجّ البيت, وصيام شهر رمضان, فهذا الإسلام، وقال(عليه السلام): الإيمان: معرفة هذا الأمر مع هذا, فإن أقرّ بها ولم يعرف هذا الأمر كان مسلماً وكان ضالاً) )) (1) .
ودمتم في رعاية الله