السلام عليكم
هناك اخباري نشر عددا من الاشكالات بخصوص تحريم سب الصحابه:
1- انتم تحرمون سب الصحابه لأن هذه يؤدي الى سب اهل البيت وايضا يتسبب في قتل الشيعة، اذا كان هذه ميزانكم كذلك اكل لحم البقر يؤدي الى قتل المسلمين في الهند ولاحظنا كثيرا من المسلمين قتلوا بسبب اكلكم للحم البقر، فهل بطونكم صارت اهم من دماء المسلمين ؟
2لو الذي جرى على اهل البيت عليهم السلام جرى على اهلك، هل ستحرم سب الذين ظلمهم وستتعامل مع اتباعهم باحترام ام انك ستعاديهم ؟
اذا قلت نعم لماذا لا ترضاها على اهلك وترضاها على اهل بيت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الاخ الكريم
يبدو ان صاحب الاشكال بعيد عن ربقة العلم وأهلها ولولا سؤالك لما كان الاشكال المذكور اهلاً للرد عليه
ونزولًا عند رغبتكم نجيب فنقول: ان مسألة التقية لا يفرق فيها بين السب العلني لعقائد الاخرين المتسبب بالإساءة للدين الحق كما في قوله تعالى: ((وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) (الانعام 108)
وبين اكل لحم البقر إذا تسبب في قتل النفس المحترمة، ولا ادري من أين جاء المستشكل بان المسلمين في الهند يُقتلون بسبب اكل المسلمين في البلدان الاسلامية للحم البقر!؟ فهذا الخبر غير صحيح، بل الهند نفسها من مصدري لحوم البقر، والمسلمون يذهبون إلى الهند وينشئون المجازر الشرعية هناك ليصدروا لحوم البقر بعد ذبحه إلى البلدان الاسلامية دون التعرض إلى المضايقة
و يبدو ان المستشكل يكتب ما يُملي عليه وهمه بلا ادنى تدبر او تأمل،
و أمًا ان الذي جرى على اهل البيت لو جرى على اهلنا فهل سنُحرم سب الذين ظلموهم؟
فالجواب : ان المشرع الاسلامي اصدر حكماً كلياً بوجوب التقية سواء كان مصداق التقية انا او انت، وسواء كان المظلوم اهل البيت ام اهل بيتي، فلو كان سب ظالمي اهل بيت المشرع يتسبب في اذية المذهب أو ابناءه فبلا شك يكن من مصاديق التقية التي يحرم مخالفتها، علمًا ان الآمر بالتقية هم ائمة الهدى عليهم السلام الذين وقع عليهم الظلم وعلى اهلهم
ونذكر لكم في المقام عدد من اخبار التقية:
١-عن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: (لا دين لمن لا تقية له، ولا ايمان لمن لا ورع له)
٢- سعد بن عبد الله في (بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن المعلي بن خنيس قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا معلي اكتم أمرنا ولا تذعه فإنه من كتم أمرنا ولا يذيعه أعزه الله في الدنيا، وجعله نورا بين عينيه يقوده إلى الجنة، يا معلي إن التقية ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له، يا معلي إن الله يحب ان يعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية، والمذيع لامرنا كالجاحد له.
٣- عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إن أبي كان يقول: أي شئ أقر للعين من التقية، إن التقية جنة المؤمن.
٤-علي بن محمد الخزاز في كتاب (الكفاية) عن محمد بن علي بن الحسين عن أحمد بن زياد بن جعفر، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن (علي بن معبد، عن الحسين بن خالد) ، عن الرضا (عليه السلام) قال: لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقية له، وإن أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية، قيل: يا بن رسول الله إلى متى؟ قال: إلى قيام القائم، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا.
وسائل الشيعة ال البيت ج١٦ ص٢١٠