صلاح علوان العوادي ( 50 سنة ) - العراق
منذ سنتين

تفسير ايه ٦١ من سورة البقرة

قوله تعالى: {اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ...} لماذا تم تنوين (مصر) رغم إنها من الأسماء الممنوعة من الصرف؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته مرحباً بك أيها السائل الكريم كلمة "مصر" من الأسماء التي يجوزُ صرفُها كما يجوز منعُها من الصرف، فهي وإنْ كانت واجدةً لعلَّتين من العِلل التسع الموجبة للمنع من الصرف وهما العلميَّة والتأنيث إلا أنَّهم ذكروا -النحاة- أنَّ الاسم إذا كان ثلاثيًا ساكنَ الوسط فإنَّه يجوز فيه الوجهان -الصرف والمنع من الصرف- حتى وإنْ كان علَمًا مؤنَّثًا، ويُمثِّلون لذلك بمثل اسم "دعد" واسم "هند" فإنَّ هذين الاسمين وإنْ كانا من الأعلام المؤنَّثة ولكنَّهم اتَّفقوا على جواز صرفِهما، وجواز منعِهما من الصرف، فيصحُ أنْ يقال: جاءت هندٌ ودعدٌ، رأيتُ هندًا ودعدًا، ومررتُ بهندٍ ودعدٍ، ويصحُّ أنْ يُقال: جاءت هندُ ودعدُ، ورأيتُ هندَ ودعدَ، ومررتُ بهندَ ودعدَ، وإنَّما جاز صرفُهما ومنعُهما من الصرف رغم أنَّهما من الأعلام المؤنثة لأنَّهما من الأسماء الثلاثيَّة الساكنةِ الوسط. وهكذا هو الشأن في كلمة "مصر" فإنَّها وإن كانت من الأعلام المؤنَّثة إلا أنَّه يجوز صرفُها ومنعُها من الصرف باعتبارها من الأسماء الثلاثيَّة الساكنة الوسط. والجواب الآخر: هو أنَّ كلمة "مصر" في قوله تعالى: ﴿اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ﴾ ليستْ علَماً أساساً ، فليس المقصود من "مصر" البلد المعروف حتى تكون علَماً بل المقصود من مصر في قوله: ﴿اهْبِطُوا مِصْرًا﴾ هو أيُّ مدينةٍ أو قرية، فقوله تعالى: ﴿اهْبِطُوا مِصْرًا﴾ يعني مصرًا من الأمصار، فكلمة مصر المُستعملة في هذه الآية ليست علَماً فهي إذن فاقدة لشرط المنع من الصرف، إذ أنَّ الاسم الممنوع من الصرف هو العَلَم المؤنَّث، وعلى خلاف ذلك الآيات الأخرى التي استعملتْ كلمة مصر فإنَّ المقصود منها تلك البلد المعروفة. فالمقصود من قوله تعالى على لسان يوسف: ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ﴾ هو بلد مصر المعروفة، وكذلك هو المقصود من كلمة "مصر" في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ﴾ فالذي اشترى يوسف (ع) كان رجلًا من بلدة مصر المعروفة وهو عزيز مصر. وكذلك هو المقصود من كلمة مصر في قوله تعالى على لسان فرعون: ﴿أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ﴾. فكلمةُ مصر في الآيات الثلاث واجدةٌ لشرطي المنع من الصرف، وهما العلميَّة والتأنيث، وأمَّا كلمة مصر في قوله تعالى: ﴿اهْبِطُوا مِصْرًا﴾ فهي فاقدة لأحد شرطي المنع من الصرف وهو العلمية، فمصر في هذه الآية ليست هي البلد المعروفة وإنَّما المقصود منها اسم جنسٍ لأيِّ مصرٍ من الأمصار. منقول بتصرف . المصدر : حوزة الهدى للدراسات الاسلامية ،الشيخ محمد صنقور.