أصول الدين عند الإمامية
ما الدليل على أُصول الدين الخمسة عند مذهب الشيعة الإمامية؟
الأخ د . م محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمّا الأُصول الثلاثة: التوحيد والنبوّة والمعاد, فهي مسلّمة عند المسلمين جميعاً، وأدلّتها أوضح من الشمس في رابعة النهار، وقد ثبتت عقلاً ونقلاً، ويمكنكم مراجع تلك الأدلّة بالتفصيل في كتاب (الإلهيات) للشيخ السبحاني، وغيره من كتب العقائد عند الإمامية. وأمّا الأصلين الآخرين، ونعني بهما: (العدل, والإمامة)، فهما وإن عُدّا أصلين اعتقاديين يترتّب عليهما أثر أُخروي، كما ثبت في محلّه، إلاّ أنّهما في الحقيقة من توابع التوحيد، (هذا بالنسبة للعدل), ومن توابع النبوّة، (هذا بالنسبة للإمامة)، ولكن لكثرة الخلافيات فيهما بين المسلمين برزا كأصلين مستقلين عن أصلي التوحيد والنبوّة، مع أنّهما في واقع الأمر من توابعهما. والاستدلال عليهما ثابت في محلّه، فالإيمان بأنّ الله عادل، أمر لازم لتمام الإيمان وصحّة العقيدة. وبهذا الأصل تمتاز العدلية عن غيرها من الفرق الإسلامية، كالأشاعرة، الذين لا ينفون العدل الإلهي لكنّهم لا يجعلون له ضابطة واضحة يستفاد منها مفهوم هذا العدل، الأمر الذي يعني أنّه: لا عدل واقعاً، فهم يقولون: لو أنّ الله عزّ وجلّ أدخل النبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) النار فهذا عدل ولا يسأل عمّا يفعل!! وهكذا.. وقد خالفتهم العدلية واثبتوا الحسن والقبح العقليّين، وقالوا: العدل حسن، وهو ممّا ينبغي على الشارع فعله، والظلم قبيح، فلا يفعله المولى سبحانه، والبحث في محلّه من كتبنا الأُصولية والكلامية. أمّا الإمامة فيمكنكم مراجعة عنوان (الإمامة)، فهناك عشرات الأدلّة على إثباتها.. وحصر الأُصول بهذه العناوين الخمسة فهو بالاستقراء؛ لأنّ هذه الخمسة هي أهمّ الأُمور التي يترتّب عليها الأثر الأُخروي من حسن عاقبة المرء وعدمها. ودمتم في رعاية الله