الرياء

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته إبنتي الكريمة.. إن من الخطأ الفادح أن ينسحب الإنسان عن القيام بالعمل العبادي لمجرد الإحساس بالميل إلى الرياء.. فإن المبطل هو استقرار حالة الرياء ، لا مجرد الوسوسة النفسية أو الشيطانية التى ترد على القلب إجبارياً ومن دون إختيار، ويتأذى منها صاحبها.. فإن نفوس الناس لا تخلو من هذه الحالة التي تتردد فى جوانب النفس ، والتى تدعو إلى اليأس من قبول العمل.. فعليك أن تضعي مقولة أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) نصب عينيك عندما قال :( عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم).. وهذا هو الحل الرئيسي ، إذ عليكِ أن تجعلي ما قدمتيه شيئاً لا يستحق أن يلحظ ، ليتحقق الرياء المبطل.. فعليك عدم الإعتناء بهذه الوسوسة فإن الشيطان خبيث سيعودك على ذلك ويوسوس لكم دائماً.. لذا يجب الإعراض عنه، وعدم المبالاة به؛ عندئذ يذهب إن شاء الله تعالى.. روي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنه قال: (لا تعوّدوا الخبيث من أنفسكم بنقض الصلاة؛ فتطمعوه، فإن الشيطان خبيث يعتاد لما عوّد، فليمض أحدكم في الوهم، ولا يكثرّن نقض الصلاة، فإنه إذا فعل ذلك مرات لم يعد إليه الشك).. فعليكِ الثقة بالنفس فإن ضعف الثقة بالنفس يؤدي إلى تقوية الأمراض النفسية، ومنها الوسوسة.. لذا، يجب عدم الاستسلام، وقولي لنفسك دائماً: أنا على الإيمان, فإنك بذلك تطردي عنك الشيطان اللعين.. فالشیطان سلطته علی الجوارح ضعیفة أو بل قل معدومة فالشیطان لا یمسك بید الإنسان لیجره إلی دار المعصية فالشیطان موضوعه الأساسي وسوسة الصدر فیأتيك بالهواجس فالحل الثقة بالنفس ولدفع وساوس الشيطان إذا عرض لك شك ترديد: ( هوَ الأول وَالاخِرُ وَالظّاهِرُ وَالباطِنُ وَهوَ بِكُلِّ شَيٍ عَليمٌ ).. سدد الله خطاكم ووفقكم للأخلاص بالقول والعمل. ودمتم موفقين.