السلام عليكم
كنا صغاراً وحصل الانفصال بين أبي وأمي.. وتزوج أبي ومضت 8 سنوات أو أكثر ولم يتواصل معنا.. وعندما كبرت فكرت في أن أتواصل مع أبي طلباً لرضا الله.. والكثير عارضني..
المرة الأولى استقبلنا ابي.. ولكن في المرة الثانية ذهبنا إليه ولم يفتح لنا الباب ظننا أنه غير موجود، ولكن عندما سألت الجيران قالوا الآن دخل، حزنت وانصدمت.. وأنا غير متزوجة، وعندما يتقدم أحد لي ويعرفون أن والدي منفصلين يذهبوا..
نعم، أنا كلي يقين أن الزواج هو رزق من الله
لكن أهلي والمحيطين بي يقولون لي إذا تقدم أحد لك قولي له أن أبي ميت
فماذا أفعل مع أبي؟
أرشدوني.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قد عظم الله سبحانه الوالدين عندما قرن في كتابه الكريم بوجوب برّ الوالدين والاحسان إليهما بوجوب عبادته ، وحرّم جميع ألوان الاساءة إليهما صغيرها وكبيرها ، فقال تعالى : (( وقَضى ربُّكَ ألاّ تَعبدُوا إلاّ إيّاهُ وبالوالدينِ إحسَانا إمّا يَبلغُنَّ عِندكَ الكِبرَ أحدُهُما أو كِلاهُما فلا تقُل لهُما أُفٍّ ولا تَنهرهُما وقُل لهُما قَولاً كرِيما))
وأمر بالإحسان إليهما والرحمة بهما والاستسلام لهما ، فقال تعالى : (( واخفِض لهما جَناحَ الذُلِّ مِن الرحمةِ وقُل ربِّ ارحَمهُما كما ربَّيانِي صَغِيرا))
وقرن اللّه تعالى الشكر لهما بالشكر له ، فقال : (( أنِ اشكُر لي وَلِوالِدَيكَ إليَّ المصِيرُ ))
وأمر تعالى بصحبة الوالدين بالمعروف ، فقال (( وَصَاحِبهُما في الدُّنيا مَعرُوفا )) ومعنى المصاحبة بالمعروف هو عدم الإساءة اليها قولاً أو فعلاً وإن كانا ظالمين له ، وفي الحديث : ( وإن ضرباك فلا تنهرهما وقل : غفر الله لكما). كما أن تركهما يعد تنكراً لجميلهما عليه..
فجزاك الله خير الجزاء على تقواك وبرك وصلتك لولدك وعليك عدم الاهتمام بمن يمنعك من ذلك وعدم الاكتراث لكلامهم.
واياكم والكذب فإنه من المحرمات وبه يخرج صاحبه من الإيمان ويكون عاصي وعاجلاً أم آجلاً سيكشف الكذب وتنفضح المسألة ويكون مردودها عليكم مما لا يحمد عقباه..
هذا من جهة، ومن جهة أخرى مهما فعل والدكم معكم فلا تقطعوا الصلة معه بأي وسيلة من وسائل التواصل والسؤال والإطمئنان عنه حتى لو نهركم أو لم يستقبلكم فابق أنت صاحبة التواصل والسؤال قدر المستطاع..
لأن هذه الدينا دين فما تفعليه مع والدك سيرد إليك في المستقبل.. وأعلمي أن هذا البر قد يكون هو سبب سعادتك في الدنيا والآخرة وهو سبب تفتح الأبواب لك وتحقق الأماني والأحلام..
دمتم موفقين.