logo-img
السیاسات و الشروط
المسبتصر الفلسطيني - فلسطين
منذ 5 سنوات

الدولة الفاطمية

أريد نبذة عن الدولة الفاطمية من حيث النشأة، ولماذا كانت في مصر؟ وكيف سقطت؟


الأخ المستبصر الفلسطيني المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول هاشم عثمان في كتابه: ((يعود الفضل في نجاح الدعوة بالدرجة الأولى إلى الدعاة الذين كانوا طرازاً فريداً من الرجال ... المزید وكان من أشهرهم... الحلواني وأبو سفيان اللذان توجّها إلى المغرب وأقاما فيه ثمّ لحق بهما أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمّد بن زكريا الشيعي وأخوه أبو العبّاس، فنجحا في نشر الدعوة سنة 288هـ ـ 900م... وبعد عشر سنوات من انتشار الدعوة في المغرب تملّك المهدي عبيد الله بلاده كلّها بسيوف الكتاميين والصقالبة، وكان هذا بداية ظهور الدولة الفاطمية التي اتّخذت من المهدية التي بناها المهدي عبيد الله سنة 303هـ، عاصمة لها. وتعاقب على حكم هذه الدولة الجديدة التي عاشت نحواً من 270 سنة (297هـ - 576هـ/909 - 1171م) (14) إماماً، أوّلهم: عبيد الله بن المهدي، حكم من 297هـ إلى 322هـ، وآخرهم: العاضد لدين الله أبو محمّد عبد الله (حكم من 555هـ إلى 567هـ/1160 - 1171م) عاش (4) من هؤلاء الأئمّة بالمهدية عاصمة مملكتهم بالمغرب قبل انتقال عاصمة الخلافة إلى القاهرة سنة 362هـ / 972م)) (1) . وقال في (ص190): ((ولمّا وجد أبو عبد الله الشيعي وشقيقه أبو العبّاس أنّ الظروف مهيّأة لحضور المهدي، كتبا إليه بالحضور وتسلّم زمام الأُمور، وكانت عين الخليفة المكتفي ببغداد تراقب ما يجري بانتباه شديد، لذلك أرسل في طلب المهدي، فخاف المهدي وغادر سلمية مع ابنه نزار متوجّهاً إلى مصر، فكتب الخليفة إلى عيسى النوشري، أمير مصر، بالقبض عليه، كما كتب بنفس المعنى إلى زيادة الله بن الأغلب في المغرب، لكن المهدي استطاع الإفلات من النوشري وزيادة الله ووصل إلى سلجماسة، فقبض عليه عاملها اليسع بن مدرار وسجنه، بعد أن ورده كتاب من زيادة الله بن الأغلب. وعندما وصلت أخبار القبض عليه إلى رقادة، حيث يقيم أبو عبد الله الشيعي، سار في جيوش عظيمة اهتزّ لها المغرب بأسره يريد سلجماسة. وبعد يوم من القتال فرّ اليسع، ودخل أبو عبد الله المدينة وأخرج المهدي وابنه من السجن، ومشى في ركائبهما بجميع رؤساء القبائل، وهو يبكي من شدّة الفرح ويقول للناس: هذا مولاكم... أقام المهدي بسلجماسة أربعين يوماً ثمّ سار إلى أفريقية في ربيع الآخر سنة (297هـ/909م) ونزل برقادة. ودعي له بالخلافة يوم الجمعة أواخر شهر ربيع الآخر سنة (297هـ/909م). عاش المهدي بعد مبايعته للخلافة 25 سنة، قضاها بصراع مرير مع الخارجين عليه. وكان أوّل هؤلاء: داعييه أبا عبد الله الشيعي وأخاه أبا عبّاس. وجرت له معهم وقعة هائلة في جمادي الآخرة سنة (298هـ/910م)، انتهت بمقتلهما مع أعيان جندهما. وبعد داعييه عصا عليه أهل طرابلس سنة (300هـ/912م)، فأخضعهم بالسيف، ثمّ خرج عليه محمّد بن خرز الزناتي سنة (315هـ/927م) فكسر شوكته وحطّم قواه. وكانت أكبر مشكلة واجهها هي: خروج أبي يزيد مخلد كيداد، أو كندار، الأباضي، المعروف بـ(راكب الحمار)، الذي خرج سنة 303هـ/915 م. وقد عجز المهدي عن القضاء عليه. كما عجز عن افتتاح مصر بصورة تامّة بالرغم من المحاولات التي قام بها والحملات التي وجهها إلى هذا البلد)) (2) . وفي كتاب (بحوث في الملل والنحل) للسبحاني ما ملخّصه: إنّ المعزّ لدين الله هو مؤسّس الدولة الفاطمية في مصر، فهو أوّل خليفة فاطمي ملك مصر، وخرج إليها حيث أرسل أحد مواليه، المعروف بـ(جوهر)، بجيش كثيف، فافتتح مدناً متعدّدة، وبعد موت كافور الأخشيدي صاحب مصر أخذ بتجهيز جوهر بالعساكر إلى أخذ ديار مصر، حتّى تهيّأ أمره (3) . وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) ما ملخّصه: إنّه بعد موت وزير العاضد شيركوه استوزر ابن أخيه صلاح الدين، وشرع يطلب من العاضد أشياء من الخيل والرقيق والمال؛ ليقوي بذلك ضعفه، حتّى أخذ آخر فرس منه، ثمّ خلعه وخطب لبني العبّاس، واستأصل شأفة بني عبيد، ومحق دولة الرفض (4) . ودمتم في رعاية الله