logo-img
السیاسات و الشروط
شعيب ( 23 سنة ) - العراق
منذ سنتين

معركة اليرموك

السلام عليكم من فضلكم هل يمكنكم أن تعطونا نبذة عن معركة اليرموك (الأسباب -القادة-النتيجة...)


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحباً بك أيها السائل الكريم مَعْرَكَةُ اليَرْموُك، وقعت عام 15 هـ (636 مـ)، بين المسلمين والروم (الإمبراطورية البيزنطية)، ويعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك في تأريخ العالم لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وآذنت لتقدم الإسلام السريع في بلاد الشام. قررت الجيوش الإسلامية الانسحاب من الجابية بالقرب من دمشق إلى اليرموك بعد تقدم جيش الروم نحوهم. تولَّى خالد بن الوليد القيادة العامة للجيش بعد أن تنازل أبو عبيدة بن الجراح، كانت قوات جيش المسلمين تعدّ 36 ألف مقاتل في حين كانت جيوش الروم تبلغ 240 ألف مقاتل.. وكان مالك الأشتر بطلا لمعركة اليرموك عندما بدأ الروم يحشدون جيوشهم لاسترجاع ما فتحه المسلمون من بلاد الشام كان مالك في العراق، فحشدوا نحو مئة ألف مقاتل، وكان عدد المسلمين مقابلهم أقل من ثلاثين ألفا.. ففي تأريخ دمشق: 2 / 143: (أن المسلمين كانوا أربعة وعشرين ألفا وعليهم أبو عبيدة بن الجراح، والروم عشرون ومائة ألف عليهم ماهان وسقلان يوم اليرموك). وفي فتوح ابن الأعثم: 1 / 173: (ثم جعل ماهان أميرا على جميع أجناده، وأمر الوزراء والبطارقة والأساقفة أن لا يقطعوا أمرا دونه). وجاء في جواهر التاريخ - الشيخ علي الكوراني العاملي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٢-٣٥٣: ومن النصوص التي تحدد تاريخ معركة اليرموك، ما رواه في تاريخ دمشق: 2 / 162 قال: (ثم بلغ ذلك هرقل فكتب إلى بطارقته أن اجتمعوا لهم وانزلوا بالروم منزلا واسع العطن واسع المطرد، ضيق المهرب ... المزید فنزلوا الواقوصة على ضفة اليرموك، وصار الوادي خندقا لهم وهو لهب لا يدرك، وإنما أراد باهان وأصحابه أن يستفيق الروم... ومخرجهم صفر سنة ثلاث عشرة وشهري ربيع لا يقدرون من الروم على شئ، ولا يخلصون إليهم واللهب وهو الواقوصة من ورائهم، والخندق من ورائهم، ولا يخرجون خرجة إلا أديل المسلمون منهم... وقد استمدوا أبا بكر وأعلموه الشأن في صفر، فكتب إلى خالد ليلحق بهم وأمره أن يخلف على العراق المثنى، فوافاهم في ربيع). انتهى. أقول: وبعد وصول خالد إلى دمشق توفي أبو بكر وتولى الخلافة عمر، فبادر إلى عزل خالد وتأمير أبي عبيدة مكانه، وخاف عمر أن يؤثر عزل خالد على سير المعركة، ولكن الله لطف على المسلمين ببطولة مالك الأشتر رحمه الله. وفي تاريخ اليعقوبي: 2 / 141: (وجمع أبو عبيدة إليه المسلمين وعسكر باليرموك... وجعل أبو عبيدة خالد بن الوليد على مقدمته فواقع المشركين، ولقي ماهان صاحب الروم... وكانت وقعة جليلة الخطب فقتل من الروم مقتلة عظيمة وفتح الله على المسلمين... وأوفد أبو عبيدة إلى عمر وفدا فيهم حذيفة بن اليمان وقد كان عمر أرق عدة ليال واشتد تطلعه إلى الخبر، فلما ورد عليه الخبر خر ساجدا وقال: الحمد لله الذي فتح على أبي عبيدة، فوالله لو لم يفتح لقال قائل: لو كان خالد بن الوليد). خوف المسلمين وعمر من جيش الروم في اليرموك نورد خلاصة بعبارة الواقدي وابن الأعثم، قال الواقدي في: 1 / 163: (ثم إن الملك هرقل لما قلد أمر جيوشه ماهان ملك الأرمن، وأمره بالنهوض إلى قتال المسلمين وركب الملك هرقل وركب الروم وضربوا بوق الرحيل، وخرج الملك هرقل ليتبع عساكره... وسار ماهان في أثر القوم بجيوشه والرجال أمامه ينحتون له الأرض ويزيلون من طريقهم الحجارة، وكانوا لا يمرون على بلد ولا مدينة الا أضروا بأهلها، ويطالبونهم بالعلوفة والإقامات ولا قدرة لهم بذلك فيدعون عليهم ويقولون: لا ردكم الله سالمين. قال وجبلة بن الأيهم (رئيس غسان ومن معها) في مقدمة ماهان ومعه العرب المتنصرة من غسان ولخم وجذام.... وجعل الجواسيس يسيرون حتى وصلوا إلى الجابية وحضروا بين يدي الأمير أبي عبيدة وأخبروه بما رأوه من عظم الجيوش والعساكر، فلما سمع أبو عبيدة ذلك عظم عليه وكبر لديه وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وبات قلقا لم تغمض له عين خوفا على المسلمين.... قال عطية بن عامر: فوالله ما شبهت عساكر اليرموك إلا كالجراد المنتشر إذ سد بكثرته الوادي! قال: ونظرت إلى المسلمين قد ظهر منهم القلق وهم لا يفترون عن قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأبو عبيدة يقول: ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. ثم ذكر / 178 رسالة أبي عبيدة إلى عمر فقال عمر: (ما تشيرون به علي رحمكم الله تعالى؟ فقال له علي بن أبي طالب: أبشروا رحمكم الله تعالى، فإن هذه الوقعة يكون فيها آية من آيات الله.... قال لعمر: يا أمير المؤمنين أكتب إلى عاملك أبي عبيدة كتابا وأعلمه فيه أن نصر الله خير له من غوثنا ونجدتنا). وقال ابن الأعثم في: 1 / 179: (وبلغ أبا عبيدة بأن ماهان وزير هرقل أقبل في عساكره حتى نزل مدينة حمص في مائة ألف، فاغتم لذلك... قال ثم تكلم قيس بن هبيرة المرادي فقال: أيها الأمير هذا وقت رأي نشير به عليك، أترانا نرجع إلى بلادنا ومساقط رؤوسنا، وتترك لهؤلاء الروم حصونا وديارا وأموالا قد أفاءها الله علينا ونزعها من أيديهم فجعلها في أيدينا، إذن لا ردنا الله إلى أهلنا أبدا إن تركنا هذه العيون المتفجرة والأنهار المطردة والزرع والنبات والكروم والأعناب والذهب والفضة والديباج والحرير، والحنطة والشعير! ونرجع إلى أكل الضب ولبوس العباءة، ونحن نزعم أن قتيلنا في الجنة يصيب نعيما مقيما، وقتيلهم في النار يلقى عذابا أليما! أثبت أيها الأمير وشجع أصحابك وتوكل على الله، وثق به ولا تيأس من النصر والظفر. قال فقال أبو عبيدة: أحسنت يا قيس، ما الرأي إلا ما رأيت، وأنا زعيم لك، ولا أبرح هذه الأرض حتى يأذن الله لي). انتهى. لديه وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وبات قلقا لم تغمض له عين خوفا على المسلمين.... قال عطية بن عامر: فوالله ما شبهت عساكر اليرموك إلا كالجراد المنتشر إذ سد بكثرته الوادي! قال: ونظرت إلى المسلمين قد ظهر منهم القلق وهم لا يفترون عن قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأبو عبيدة يقول: ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. ثم ذكر / 178 رسالة أبي عبيدة إلى عمر فقال عمر: (ما تشيرون به علي رحمكم الله تعالى؟ فقال له علي بن أبي طالب: أبشروا رحمكم الله تعالى، فإن هذه الوقعة يكون فيها آية من آيات الله.... قال لعمر: يا أمير المؤمنين أكتب إلى عاملك أبي عبيدة كتابا وأعلمه فيه أن نصر الله خير له من غوثنا ونجدتنا). وقال ابن الأعثم في: 1 / 179: (وبلغ أبا عبيدة بأن ماهان وزير هرقل أقبل في عساكره حتى نزل مدينة حمص في مائة ألف، فاغتم لذلك... قال ثم تكلم قيس بن هبيرة المرادي فقال: أيها الأمير هذا وقت رأي نشير به عليك، أترانا نرجع إلى بلادنا ومساقط رؤوسنا، وتترك لهؤلاء الروم حصونا وديارا وأموالا قد أفاءها الله علينا ونزعها من أيديهم فجعلها في أيدينا، إذن لا ردنا الله إلى أهلنا أبدا إن تركنا هذه العيون المتفجرة والأنهار المطردة والزرع والنبات والكروم والأعناب والذهب والفضة والديباج والحرير، والحنطة والشعير! ونرجع إلى أكل الضب ولبوس العباءة، ونحن نزعم أن قتيلنا في الجنة يصيب نعيما مقيما، وقتيلهم في النار يلقى عذابا أليما! أثبت أيها الأمير وشجع أصحابك وتوكل على الله، وثق به ولا تيأس من النصر والظفر. قال فقال أبو عبيدة: أحسنت يا قيس، ما الرأي إلا ما رأيت، وأنا زعيم لك، ولا أبرح هذه الأرض حتى يأذن الله لي). انتهى. دمتم في رعاية الله