احمد حسين - النرويج
منذ 4 سنوات

استدلال فرقة الإسماعيلية

عرض لي أحد الإسماعيلية دليلاً من كتبنا على إمامة إسماعيل(عليه السلام)، هو الآتي: ************************* مختصر الإيضاح في إثبات إمامة إسماعيل بن جعفر(عليهم السلام)، وورد في مصادر الإخوة الاثني عشرية أنّ الإمام جعفر الصادق ع استخلف ابنه الإمام إسماعيل ونصّبه خليفة ووصياً له، ومن الأدلّة والروايات والأحداث التي تؤكّد وتثبت إمامته، نذكر الآتي: 1- روى الكليني والمفيد والطوسي: عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: كنت عند أبي الحسن العسكري ع وقت وفاة ابنه أبي جعفرع، وقد كان أشار إليه ودلّ عليه, وإنّي لأفكر في نفسي وأقول هذه قصّة أبي إبراهيم وقصّة إسماعيل, فأقبل إليَّ أبو الحسن ع، وقال: نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي جعفر وصيّر مكانه أبا محمّد كما بدا له في إسماعيل بعدما دلّ عليه أبو عبد الله ونصّبه, وهو كما حدّثتك نفسك وأنكره المبطلون. أبو محمّد ابني الخلف من بعدي عنده ما تحتاجون إليه, ومعه آلة الإمامة والحمد لله!! لاحظ أنّ هذه الشهادة صادرة من أحد أئمّة الاثني عشرية، وهو أبي الحسن العسكري ع بأنّ الإمام الصادق ع دلّ على إسماعيل ونصّبه، وهذا يؤكّد على أنّ خصال الفضل والشرف اجتمعت في إسماعيل، وأنّ الإشارة وقعت عليه في حياة أبيه!! 2- كذلك ذكر الحسن بن موسى النوبختي في كتابه (فرق الشيعة): أنّ الإمام الصادق نصّ على ابنه إسماعيل، وهذا قوله: ((فإنّه لمّا أشار جعفر بن محمّد إلى إمامة ابنه إسماعيل ثمّ مات إسماعيل في حياة أبيه رجعوا))، وما دام أنّه ثبت وقوع النصّ والإشارة على إسماعيل من والده فذلك يكفي لإثبات أحقّيته بالإمامة، ويكفي لإسقاط حجج من ينكر إمامته حتّى لو توفّي في حياة والده الصادق، فقد أصبحت في عقب إسماعيل، وفي ذرّيته تمشي قدماً قدماً، ولا تمشي إلى الوراء، ولا ترجع القهقري، وهي بالنصّ من إمام على إمام!! فكيف ترجع عن إسماعيل عليه السلام بعد أن صارت إليه ووقع النصّ عليه؟ فلا يجوز بعد أن صارت إليه إلاّ أن تمضي من بعده قدماً في عقبه، وفي ولده الإمام محمّد بن إسماعيل، عرف ذلك من عرفه من المحقّقين، وجهله من جهله، والشكّ لا ينقض اليقين. والذين رجعوا بعد معرفتهم بأنّ إسماعيل هو الإمام الشرعي وصاحب الحقّ هم الذين ظلّوا الطريق، ومن رجع ونكث وانقلب فعلى نفسه؛ قال تعالى: (( أَفَإِن مَاتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلَى أَعقَابِكُم وَمَن يَنقَلِب عَلَى عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيئاً وَسَيَجزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )) (آل عمران:144)، ومن أنكر وجحد الحقّ بعد المعرفة فهو كما قال تعالى: (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاستَيقَنَتهَا أَنفُسُهُم ظُلماً وَعُلُوّاً )) (النمل:14)، أمّا من اتّبع طريق الحقّ، والتزم بمن أشار إليه وليّ الأمر فقد أخذ بحظّه!! قال تعالى: (( وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاَغُ المُبِينُ )) (النور:54، العنكبوت:18). أيضاً من الأدلّة التي تثبت أنّ الإمام الصادق قد نصّ على ابنه الإمام إسماعيل وأنّ الناس كانوا يأتّمون به في حياة والده الآتي: 1- عن مسمع كردين، قال: دخلت على أبي عبد الله وعنده إسماعيل، قال: ونحن إذ ذاك نأتمّ به بعد أبيه... الرواية!! (1) 2- ذكر الوليد بن صبيح أنّ أباه قد أوصى إليه، وقال: كان بيني وبين رجل، يقال له: عبد الجليل، صداقة في قدم، فقال لي: إنّ أبا عبد الله أوصى إلى إسماعيل في حياته قبل موته بثلاث سنين!! (2) . ************************* أرجو الردّ عليه، ولكم جزيل الشكر، ووفّقكم الله لخدمة مذهب أهل البيت(عليهم السلام)


الأخ احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يمكن رد مثل هكذا أحاديث من عدة وجوه: 1- إنّ الأخبار الكثيرة تدلّ على عدم إمامة إسماعيل، ولا تقف هذه الأخبار في قبالها. 2- إنّ الرواية الأولى عن أبي هاشم الجعفري نقلت في (الكافي) بطريقة أُخرى، فلم يذكر فيها التنصيب والدلالة، بل وردت هكذا: (كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل) (1) ، وإن هذا الاختلاف في النصّ لرواية واحدة يجعل الجزء المختلف فيه في محلّ شكّ ويسقط عن الاعتبار. 3- يمكن إرجاع ضمائر الرواية الأولى بما ينسجم مع تلك الروايات الكثيرة التي تدلّ على عدم إمامة إسماعيل وهو أنّ المقصود من (دلّ عليه أبو عبد الله ونصّبه)، أي كما أوضح الإمام الصادق(عليه السلام) أمر البداء، ونصب الإمام موسى(عليه السلام) بعد حصوله، بمعنى إظهار موسى(عليه السلام) من قبل الله أنّه هو الإمام بإماتة إسماعيل، لا أنّ الإمام الصادق(عليه السلام) نصّب إسماعيل. فالضمير في (دلّ عليه) و(نصبه) يرجع إلى موسى(عليه السلام) لا إلى إسماعيل. 4- لو سلّمنا جدلاً بصحّة التنصيب لكن الرواية نفسها تبيّن أن الله أبدل الإمام من إسماعيل إلى موسى، فلا تثبت بذلك إمامة إسماعيل. 5- أمّا كلام النوبختي فهو جاء في سياق إيراد دعوى فرقة رجعت عن إمامة جعفر الصادق(عليه السلام)، لا أنّه من كلامه، ويدلّ على ذلك: ما قاله بعد صفحات في إيراد دعوى فرقة من فرق الإسماعيلية، قال: ((وفرقة زعمت أنّ الإمام بعد جعفر بن محمّد ابنه إسماعيل بن جعفر... وزعموا أنّ إسماعيل لا يموت... وأنّه هو القائم لأنّ أباه أشار إليه بالإمامة)) (2) . فإشارة الإمامة لإسماعيل زعم من قبل بعض الفرق، ومنها: الإسماعيلية، لا أنّ الإمام هو الذي أشار بذلك. 6- أمّا رواية مسمع كردين فإنّ هذا الكلام صدر من قبل الراوي، وهو كونه يأتمّ بإسماعيل بعد أبيه، ولا خلاف لنا في ذلك.. فنحن نقول: إنّ بعض الشيعة كانت تعتقد أنّ الإمامة في إسماعيل بعد أبيه، لكن الله أظهر خلاف ذلك الاعتقاد، وهو الذي نقصده من البداء. وهذه الرواية طويلة اقتطعها الكاتب؛ فإنّ نهايتها تدلّ على أنّ النصّ كان على الإمام موسى(عليه السلام). 7- أمّا رواية الوليد بن صبيح، ففيها: أنّ رجلاً أخبر الراوي أنّ الإمام أوصى إلى إسماعيل، فسأل الراوي الإمام عن ذلك فأجابه الإمام بالنصّ: (يا وليد! لا والله فإن كنت فعلت فإلى فلان ـ يعني أبا الحسن موسى(عليه السلام) وسمّاه)، وهذه الرواية صريحة في عدم الوصية إلى إسماعيل، بل أوصى إلى موسى، فلا يصحّ قطع الرواية ليستدلّ بجزء منها على المدّعى، فهذه طريقة المدلّسين، وهي سريعة الافتضاح. ودمتم في رعاية الله