logo-img
السیاسات و الشروط
محمد ( 31 سنة ) - السعودية
منذ سنتين

الغيبه والانتقاد

السلام عليكم كيف نفرق بين الانتقاد والغيبة؟ أحياناً الشخص الذي أمامي يقول أنا لا أقوم باغتيابه بل أنا انتقد تصرفه الذي بدر منه فأنا كمستمع كيف أفرق؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ولدي العزيز : الغيبة هي ذكر عيب مستور.. كما أن هناك معاني ثلاث للنقد : الاول : الغيبة والنقد واحد وذلك لما اوضحه العلماء زاد الله شرفهم ان الغيبة هي ذكر اخيك المؤمن في غيابه بعيب مستور امام الناس سواء كان العيب في سلوكه او بدنه او كلامه او غير ذلك وهنا قد نصطلح على هذا المعنى بالنقد فلا فرق في هذه الحيثية بين النقد والغيبة الثاني : هناك معنى اخر للنقد ما يسمى بالنقد الساخر وهو ان يظهر السلوك الردئ للانسان غير المؤمن بصورة هازلة وهنا يوصي العلماء ان مثل هكذا نقد للذين يسيؤون للدين الاسلامي بالاسلوب الجيد الذي دعا اليه الاسلام في بيان فسادهم و عقائدهم الضآلة ولكن لابد استعمال اسلوب النصح و الارشاد لان الاسلام اوصى بهذا ، فلا يجوز تجاوز الاحكام الشرعية و لا استعمال الهوى و رضا النفس بالنقد وهذا يختلف عن الغيبة الثالث : ما يصطلح عليه بالنقد البناء وهنا نذكر معايير للنقد بتوضح اكثر ان كلُّ شخص غير معصوم لا يمتنع نقده ، بشرط أن يكون النقد نقداً موضوعياً ، بما في ذلك مرجع الدين ليس معصوماً ، فإنَّ نقده مما لا سبيل إلى منعه ، ولكنَّ الصحيح أنَّ المرجع الديني بما أنه يمثّل قامة من قامات العلم والإيمان ، فإنَّ نقده لا يصح إلا مع تحقق شروط نذكر منها شرطين : الشرط الأول : أن يكون النقد نابعاً من رؤية شرعية ، لا من رؤية ذوقية استحسانية ، وإلا فإنه لا قيمة له . الشرط الثاني : الأهلية والكفاءة العلمية للكينونة بمستوى نقد الانسان المؤمن او غيره من اهل العلم والفضيلة ؛ إذ من غير الصحيح إطلاقاً أن يحمل شخصٌ رؤية نقد للمؤمن مهما علا شأن ذلك المؤمن مع أنه على جهلٍ تام بالحجج والأدلة الشرعية – بل والفتاوى – التي يتحرك ضمن نطاقها ذلك المؤمن ، نظير مَن ينتقد المرجع الديني في عدم قيامه ببعض المشاريع الاستثمارية للحقوق الشرعية ، للاستفادة منها بصورة أكبر وأكثر ، مع أنَّ ذلك مما يمنع منه مجموعة من المراجع العظام ؛ نظراً لاستلزامه تعطيل الحقوق الشرعية ، والحيلولة بينها وبين مستحقيها ، وهو غير جائز شرعاً بنظرهم ، ولكنَّ الجاهل بهذا الحكم الشرعي ينطلق في نقده للمرجعية المباركة من منطلق جهله ، مما يجعل نقده نقداً لا قيمة له . نكتفي بهذا القدر والله المسدد والمعين

4