logo-img
السیاسات و الشروط
. ( 22 سنة ) - العراق
منذ سنتين

خشية الموت والاحتراس

سلام عليكم سؤال : إن كان الله يعلم بموتنا متى واين وكيف.. فلماذا يأمرنا بأن نحمي أنفسنا ونحترس من بعض المخاطر خشية الموت وهو العالم أنّا ببعضها لن نموت؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب. أخي الكريم: ١. سؤالكم يختص بالقضاء والقدر: * قال مولانا أمير المؤمنين( عليه السلام): لرجل قد سأله عن القدر، فقال ع : "بحرٌ عميقٌ فلا تلجه"، *ثم سألهُ ثانية فقال ع : "طريقٌ مظلمٌ فلا تسلكه"، * ثم سألهُ ثالثة فقال ع : * " سر الله فلا تتكلفه". * يعني هذآ الأمر منهيٌ عن الكثير، لأنهُ صعب المنال، فيحتاج إلى توفيقٍ خاص منهُ سُبحانه. * { وإن شاء الله تعالى سوف نُجيب بمفهومٍ بسيط}. ١. روي أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام ): عَدَلَ من عندِ حائطٍ مائلٍ إلى‏ مكانٍ آخرَ ، فقيلَ لَهُ : يا أميرَ المؤمنينَ ، تَفِرُّ مِن قَضاءِ اللَّهِ؟ ! فقالَ (عليه السلام) أفِرُّ مِن قَضاءِ اللَّهِ إلى‏ قَدَرِ اللَّهِ . * فقضاء ألله تعالى: هو أن يموت الإنسان إذا سقط الحائط عليه. * وقدرهُ سبحانه: أن ينجو إذا أبتعد عنه. - وبتعبير آخر: * أنهُ لم يُقدر لي سقوط الحائط فلا يقع ، بل المقدر لي الفرار منهُ فهربتُ. ٢.وسئل مولانا الصادق (عليه السلام): عن الرقي، هل تدفع من القدر شيئا؟ فقال ع : "هي من القدر". * يعني نفس عمل الإنسان من القدر وغير خارجٌ من القدر بشئ. - يعني إن الأخذ بالأسباب لايُنافي القدر ، بل هو من القدر أيضاً. - ومعنى الرقية: هي الوقاية من الحماية من المخاطر والافات والشرور ... المزید ٣. أنّ القدر أمرٌ مغيبٌ عَنا، فنحنُ لانعرف أنّ الشئ مقدورٌ علينا إلا بعد وقوعهِ. - وأما قبلَ وقوعهِ فنحنُ مأمورون أن نتبع الأسباب والسُنن الكونيه، والتوجيهات الشرعية لنحرز الخير لديننا ودُنيانا. ٤. فالخلاصه: * نقول أنّ الإيمان بالقدر لاينافي العمل والسعي والجد في جلب مانحب وتركِ مانكره. ( ومع هذآ فهذآ كلهُ من القدر ). * وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى. * ودُمتم في رعاية الله وحفظه.