محمد حبيب - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 معناهما وأهدافهما

السلام عليكم.. نقرأ في القرآن الكريم حادثة الإسراء والمعراج.. وكيف أنّ الرسول محمّد(صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم) قد عرج إلى السماء ،وكيف أنّه قد وصل إلى السموات السبع في ليلة.. ونحن نعلم أن السماء أبعادها بالسنين الضوئية، فلكي يصل إلى مديات بعيدة، عليه أن يسير بأسرع من سرعة الضوء.. غير أنّ النظرية النسبية تقول أنّ سار جسم بسرعة الضوء تصبح كتلته لا نهائية، وذلك محال. فهل هناك خطأ في النظرية النسبية؟ أم كيف تفسّر حادثة الإسراء والمعراج.


الأخ محمّد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نعم، إنّ النظرية النسبية تذكر ذلك، ولكنّها ليست نظرية غير قابلة للدحض، والعلم في تقدم مستمر، ولم يقف عند عتبة الوقت الراهن حتّى نكذب كلّ ما لا يتّفق مع هذه النظرية، ومع ذلك فما أوردته من أن كتلة الشيء تصبح لا نهائية حينما يسير بسرعة الضوء، وبالتالي فمن غير المحتمل بنظرك أن يكون حادث المعراج قد حصل بالفعل، مردود بأنّا لا نسلّم بأنّ البراق الذي عرج فيه النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى السماوات قد كانت سرعته تقدر بسرعة تعادل سرعة الضوء، أي 300000 كلم/ثانية، إذ لو كان الأمر كذلك لما قطع النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كلّ تلك المسافة بمثل ذلك الزمن القصير، وحينئذ لا بدّ لنا أن نفترض بأنّ سرعة البراق قد تجاوزت كثيراً سرعة الضوء بما لا نستطيع تخمين مقدارها، فنحن لا ندرك من السرعات في هذا العالم سرعة أعظم من سرعة الضوء. مع أنّ العلم قد كشف قريباً ما هو أسرع من الضوء، فقد أظهرت نتائج حديثة جدّاً (22-09-2011) من مختبر مركز سيرن الأوربى للتجارب النووية أنّ هنالك جسيمات أسرع من الضوء بحوالي خمسين مرّة يدعى أحدها (نيوترينو)، ومن شدّة ذهول الفيزيائيين وعدم تصديقهم كررّوا تجربة قياس سرعتها الجزيئية عشرات المرّات مع نسبة خطأ قدرها 10 مليارات من الثانية وكانت النتيجة في جميع الاختبارات واحدة وهي أنّ سرعة هذه الجسيمات تتجاوز كثيراً سرعة الضوء. والسؤال المطروح هنا: إذا كانت الكتلة تؤول إلى الصفر بمجرد بلوغ سرعة الضوء، فماذا يمكن أن يحدث لها ما إن تجاوزت هذه السرعة؟! هذا لا يعني أن أينشتاين كان على خطأ! بل ستبقى نظريته قائمة في بعض المجالات، ولكن هنا هو التأكيد على عدم أخذ النظريات العلمية باعتبارها عتبة لا يمكن عبورها، وأنّها صادقة صدقاً مطلقاً بحيث لا يمكن أن تتخلّف أبداً. ودمتم في رعاية الله