سمير حسن - السعودية
منذ 4 سنوات

رؤية الله في ليلة المعراج

هل أنّ ما رآه النبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الإسراء والمعراج كان برؤية قلبية فقط، أم أنّها كانت قلبية وبصرية أيضاً؟ أرجو الإجابة على سؤالي مدعماً بأقوال المعصومين(عليهم الصلاة والسلام).


الأخ سمير المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تعتقد الشيعة الإمامية الاثنا عشرية والزيدية والمعتزلة أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) سرى يقظة بجسمه وروحه إلى بيت المقدس، لقوله تعالى: (( إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى )) (الاسراء:1)، وعُرج إلى السماوات لقوله تعالى: (( وَلَقَد رَآهُ نَزلَةً أُخرَى * عِندَ سِدرَةِ المُنتَهَى )) , إلى قوله: (( لَقَد رَأَى مِن آيَاتِ رَبِّهِ الكُبرَى )) (النجم:13-18)، ودلّت عليه الروايات المتواترة عن أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) والصحابة، كابن عبّاس، وابن مسعود، وجابر، وحذيفة، وأنس، وعائشة، وأُمّ هاني (1) . وعليه تكون رؤية النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في معراجه رؤية بصريّة وقلبية للسماوات، فرآى الأنبياء، والعرش، وسدرة المنتهى، والجنّة والنار، بعينه الشريفة، ورأى جبرئيل على ما هو عليه من الهيئة التي خلقه الله تعالى عليها، فعن الإمام الصادق(عليه السلام)، في قوله تعالى: (( لَقَد رَأَى مِن آيَاتِ رَبِّهِ الكُبرَى )) (النجم:18)، قال(عليه السلام): (رآى جبرئيل على ساقه الدرّ …) (2) . نعم، رآى ربّه برؤية قلبية لا بصرية، فعن محمّد بن الفضيل، قال: ((سألت أبا الحسن(عليه السلام): هل رأى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ربّه عزّ وجلّ؟ فقال: (نعم بقلبه رآه، أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول: (( مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى )) ، أيّ: لم يره بالبصر ولكن رآه بالفؤاد) )) (3) . ونذكر لكم روايتين تدلاّن على هذا المعتقد: 1- عن الإمام الصادق(عليه السلام)، قال: (جاء جبرئيل وميكائيل وإسرافيل بالبُراق إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فأخذ واحد باللّجام وواحد بالركاب وسوّى الآخر عليه ثيابه …) (4) . 2- عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: (لمّا اُسري برسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى بيت المقدس، حمله جبرئيل على البُراق، فأتيا بيت المقدس وعرض عليه محاريب الأنبياء وصلّى بها، وردّه...) (5) . ودمتم في رعاية الله