سورة الكافرون
ما سبب نزول سورة الكافرون؟ وما تفسيرها؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته مرحباً بك أيها السائل الكريم جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٢٠ - الصفحة ٥١٠-٥١٢: جاء في الرواية أن السورة نزلت في نفر من قريش منهم " الحارث بن قيس السهمي " و " العاص بن أبي وائل " و " الوليد بن المغيرة "، و " أمية بن خلف " وغيرهم من القرشيين قالوا: هلم يا محمد فاتبع ديننا نتبع دينك، ونشركك في أمرنا كله، تعبد آلهتنا سنة ونعبد آلهك سنة.. فإن كان الذي جئت به خيراً مما بأيدينا كنا قد شركناك فيه وأخذنا بحظنا منه.. وإن كان الذي بأيدينا خيراً مما في يديك كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه.. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " معاذ الله أن أشرك به غيره ". قالوا: فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد آلهك. فقال: " حتى انظر ما يأتي من عند ربي ". فنزل قل يا أيها الكافرون - السورة. فعدل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش، فقام على رؤوسهم، ثم قرأ عليهم حتى فرغ من السورة فأيسوا عند ذلك، فآذوه وآذوا أصحابه ". قل يا أيها الكافرون والخطاب إلى قوم مخصوصين من الكافرين كما ذكر كثير من المفسرين، والألف واللام للعهد. وإنما ذهب المفسرون إلى ذلك لأن الآيات التالية تنفي أن يعبد الكافرون ما يعبده المسلمون وهو الله سبحانه في الماضي والحال والمستقبل. والمجموعة المخاطبة بهذه الآيات بقيت بالفعل على كفرها وشركها حتى آخر عمرها. بينما دخل كثير من المشركين بعد فتح مكة في دين الله أفواجاً. لا أعبد ما تعبدون فهذه مسألة مبدئية لا تقبل المساومة والمهادنة والمداهنة. ولا أنتم عابدون ما أعبد لما تأصل فيكم من لجاج وعناد وتقليد أعمى لآبائكم، ولما تجدونه في الدعوة من تهديد لمصالحكم وللأموال التي تدر عليكم من عبدة الأصنام. ولمزيد من التأكيد وبث اليأس في قلوب الكافرين، ولبيان حقيقة الفصل الحاسم بين منهج الإسلام ومنهج الشرك قال سبحانه: ولا أنا عابد ما عبدتم، ولا أنتم عابدون ما أعبد فعلى هذا لا معنى لإصراركم على المصالحة والمهادنة معي حول مسألة عبادة الأوثان فإنه أمر محال لكم دينكم ولي دين. دمتم في رعاية الله.