Ssein ( 23 سنة ) - الدانمارك
منذ سنتين

هل تفسير البرهان يأخذ به

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ذكرتم أن السيد هاشم البحراني صاحب تفسير البرهان جاء بتفسيره موافقاً مع المنهج الإخباري.. وذكرتم أن تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني قد انتقده العلماء على مستوى المنهج والنتائج التي وصل إليها المؤلف.. فمن هم هؤلاء العلماء الذين سجلوا عليه ملاحظات نقدية؟ وما هي هذه الملاحظات؟ وما هي طريقة السيد هاشم البحراني في التعاطي مع الآيات والأحاديث؟ وهل هي معابة؟ ونحن نعرف انه كل كتاب يأخذ منه ويرد ولكن هل يجوز قراءة تفسير البرهان مع الإحتياط بأخذ الروايات منه؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته مرحباً بك أيها السائل الكريم جواب السؤال الاول : سجّل الشيخ الآصفي في مقدمته التي كتبها للطبعة التي حققتها مؤسسة البعثة في طهران، في الجزء الأول،صفحة ٤١،٤٢ مجموعة من الملاحظات النقدية جاء فيها: إن الكتاب يحتوي على طائفة من الروايات الضعيفة في الغلو و التحريف وقد تتبعنا هذه الروايات في الكتاب فوجدناها مبثوثة في مختلف مواضع التفسير. و يبدو أن المؤلف لم يقم بعملية جرد وتصفية وفرز للأحاديث الصحيحة عن غيرها في هذا الكتاب، أو أن جهده في هذا الأمر لم يكن كافياً لاستخلاص الكتاب من الأحاديث الضعيفة والموضوعة. فهو يعتمد مصادر متهمة بالوضع نحو التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام و ... المزید. وكذلك اعتمد كتاب (مصباح الشريعة) المنسوب إلى الإمام الصادق عليه السلام، وهو كتاب جليل، ولكنه لم تثبت نسبته إلى الإمام الصادق عليه السلام، ومؤلفه مجهول، وقد نسبه بعض العلماء إلى هشام بن الحكم، إلا أن شيئاً من ذلك لم يثبت بطريق علمي. كما اعتمد المؤلف في كتابه هذا طائفة من الروايات الضعيفة من حيث السند، والمضطربة من حيث المتن ، وهو بالتأكيد مما يؤثر أثراً سلبياً على القيمة العلمية لهذا الكتاب الجليل، إلا أن نقول: إن الكتاب هو جهد علمي لجمع الروايات المروية عن أهل البيت عليهم السلام في تفسير القرآن، وهو جهد مفيد ونافع يمهد الطريق للمحققين الذين يعملون في تحقيق النصوص واستخراج الصحيح منها، وفرزها عن الروايات الضعيفة والمضطربة.. وقد قام العلامة المجلسي في عصره بتدوين الموسوعة الروائية الكبرى بحار الأنوار بهذا الأسلوب، ولهذه الغاية. وليس من شك أن في هذه الموسوعة الجليلة (بحار الأنوار) الكثير من الأحاديث الضعيفة والمضطربة، وليس من شك كذلك أن هذه الموسوعة خدمت المكتبة الإسلامية، والمحققين خدمة جليلة، حيث جمعت لهم النصوص والروايات المتفرقة في موضع واحد و ضمن نهج علمي منظم واحد، يسهل لهم الرجوع إليها واستخراج ما يريدون منها من النصوص والروايات. وهو وجه معقول من الكلام. وعندئذ لا يكون وجود أمثال هذه الروايات في الكتاب – يعني البرهان في تفسير القرآن- سببا لانتقاص قيمة الكتاب العلمية، إلا أننا نجد أنفسنا بحاجة إلى مرحلة أخرى من الجهد العلمي لاستخلاص الصحاح من حديث أهل البيت عليهم السلام (في التفسير والأصول) عن الأحاديث الضعيفة وفرزها عنها. (١) وقال آية الله الشيخ محمد هادي معرفة في كتابه التفسير والمفسرون: السيد هاشم البحراني من المحدثين الأفاضل والمتتبعين الجيدين للروايات والأخبار. وقد اكتفى -رحمه الله- في تفسيره البرهان بالجمع والتصنيف من دون أبداء رأي أو عرض وجه نظر سواء على مستوى جرح وتعديل الرواة، أم على مستوى تأويل الروايات المخالفة للعقل ولصريح النقل، أم على مستوى الجمع المنطقي بين المتعارضات من الروايات. [٢] وقال السيد محمد علي الايازي: إن المؤلف من جملة علماء المدرسة الأخبارية ومن هنا اكتفى في تفسيره بالروايات الواصلة عن طريق أهل البيت عليهم السلام لإيمانه بأنّ التفسير لا يصح إلا من خلالهم عليهم السلام ، فلا يصح التفسير بالتدبر أو الاجتهاد أو إعمال الفكر وذوق المفسر، فضلا عن النهي عن التفسير بالروايات غير المنقولة عنهم. [٣] جواب السؤال الثاني: لقد استقصى العلامة البحراني الكثير من الروايات الواردة عن طريق أهل البيتعليهم السلام في خصوص تفسير الآيات القرآنية، وجمعها في تفسيره هذا.الذي وصفه في مقدمة كتابه بقوله: وكتابي هذا يطلعك على كثير من أسرار علم القرآن، ويرشدك إلى ما جهله متعاطو التفسير من أهل الزمان، ويوضح لك عن ما ذكره من العلوم الشرعية، والقصص والأخبار النبوية، وفضائل أهل البيت الإماميةعليهم السلام، إذ صار كتاباً شافياً، ودستوراً وافياً، ومرجعاً كافياً، حجّة في الزمان وعينا من الأعيان، إذ هو مأخوذ من تأويل أهل التنزيل والتأويل، الذين نزل الوحي في دارهم عن جبرئيل عن الجليل، أهل بيت الرحمة، ومنبع العلم و الحكمة ..... ثم أشار إلى الكتب التي إعتمد عليها في التصنيف قائلاً: وهذه الكتب من الكتب المعتمد عليها والمعول والمرجع إليها، مصنفوها مشايخ معتبرون وعلماء منتجبون. وربما ذكرت في كتاب التفسير عن ابن عباس- على قلة- إذ هو تلميذ مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، وربما ذكرت التفسير من طريق الجمهور إذا كان موافقا لرواية أهل البيت عليهم السلام ، أو كان في فضل أهل البيت عليهم السلام . ثم قال: إن لم أعثر في تفسير الآية من صريح رواية مسندة عن أهل البيت عليهم السلام ، ذكرت ما ذكره الشيخ أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي الثقة في تفسيره، إذ هو منسوب إلى مولانا وإمامنا الصادق عليه السلام . وقد اعتمد السيد البحراني طريقة خاصّة في التفسير يبدأها بالحديث عن اسم السورة ومحل نزولها ثم يعرج على بيان فضلها وعدد آياتها، ثم يذكر خصوص الآيات التي وردت فيها أحاديث تفسيرية، مذيلا كل آية بالروايات المفسّرة لها والخاصّة بها. وقد أكتفى السيد البحراني بذكر الروايات مع ذكر سلسلة سند الحديث، وتذييل تفسير الآية بما روي عن العامّة، معتبراً كتابه هذا بيانا لتأويل الآيات. ومراده من التأويل تفسير أهل البيت عليهم السلام والأحاديث المروية عنهم في بيان معاني الآيات وفضلهم عليهم السلام. ولم يزد في التفسير شيئا على ما روي عن أهل البيت عليهم السلام. واكتفى بالمقدمة المفصلة المذكورة في بداية التفسير والتي طرح خلالها رؤيته وتحليله للعملية التفسيرية وبيان المباني التي اعتمدها. جواب السؤال الثالث : تفسير البرهان من التفاسير الجيدة لكن يحتاج الى المختص في فهمه كونه يشتمل على الروايات وهذة الروايات تحتاج إلى تحقيق من ذوي الاختصاص ،فلامانع من الاطلاع عليه مع التنبه لما ذكر. منقول بتصرف من موقع ويكي شيعة . المصادر : ١-البرهان في تفسير القرآن، مقدمة الشيخ محمد مهدي الآصفي. ٢-التفسير والمفسرون، محمد هادي معرفة ،ص 330-331. ٣- المفسرون حياتهم ومنهجهم.،سيد محمد علي أيازي، ص 201.