logo-img
السیاسات و الشروط
سلمان عبد الله - الكويت
منذ 5 سنوات

 الاستخارة في رأي أهل البيت(عليهم السلام)

أرجو منكم أن تذكروا لي الروايات الواردة عن أهل البيت(عليهم السلام) في كيفية الاستخارة, بالتفصيل إن أمكن.


الاخ سلمان المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وردت عدّة روايات في مسألة الاستخارة, نذكر بعضها, وهي على أقسام: الأوّل: الاستخارة بالرقاع: عن هارون بن خارجة، عن الإمام الصادق(عليه السلام)، قال: (إذا أردت أمراً فخذ ستّ رقاع, فاكتب في ثلاث منها: بسم الله الرحمن الرحيم, خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلانة: (لا تفعل), وفي ثلاث منها مثل ذلك: (افعل), ثمّ ضعها تحت مصلاّك, ثمّ صلّ ركعتين, فإذا فرغت فاسجد سجدة وقل فيها مائة مرّة: (أستخير الله برحمته خيرة في عافية), ثمّ استو جالساً وقل: (اللّهمّ خِر لي واختَر لي في جميع أُموري, في يُسرِ منك وعافية)، ثمّ اضرب بيدك إلى الرقاع فشوّشها, وأخرج واحدة, فإن خرج ثلاث متواليات: (افعل)، فافعل الأمر الذي تريده, وإن خرج ثلاث متواليات (لا تفعل)، فلا تفعله, وإن خرجت واحدة (افعل) والأُخرى (لا تفعل) فأخرج من الرقاع إلى خمس, فانظر أكثرها فاعمل به) (1) , وقال العلاّمة المجلسي في بيانه على هذه الرواية: هذا أشهر طرق هذه الاستخارة وأوثقها وعليه عمل أصحابنا (2) . عن هارون بن حمّاد، عن الإمام الصادق(عليه السلام)، قال: (إذا أردت أمراً فخذ ستّ رقاع, فاكتب في ثلاث منهنّ: بسم الله الرحمن الرحيم, خيرة من الله العزيز الحكيم - ويروى: العليّ الكريم - لفلان بن فلان: افعل كذا إن شاء الله, واذكر اسمك وما تريد فعله, وفي ثلاث منهنّ: بسم الله الرحمن الرحيم, خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان: لا تفعل كذا, وتصلّي أربع ركعات, تقرأ في كلّ ركعة خمسين مرّة: قل هو الله أحد, وثلاث مرّات: إنّا أنزلناه في ليلة القدر, وتدع الرقاع تحت سجّادتك، وتقول بعد ذلك: (اللّهمّ إنّك تعلم ولا أعلم, وتقدر ولا أقدر, وأنت علاّم الغيوب, اللّهمّ آمنت بك فلا شيء أعظم منك, صلّ على آدم صفوتك, ومحمّد خيرتك, وأهل بيته الطاهرين, ومن بينهم من نبيّ وصدّيق وشهيد، وعبد صالح وولي مخلص، وملائكتك أجمعين, إن كان ما عزمت عليه من الدخول في سفري إلى بلد كذا وكذا خيرة لي في البدو والعاقبة, ورزق تيسّر لي منه فسهّله ولا تعسّره, وخر لي فيه, وإن كان غيره فاصرفه عنّي, وبدّلني منه ما هو خير منه, برحتمك يا أرحم الراحمين), ثمّ تقول سبعين مرّة: (خيرة من الله العلي الكريم)، فإذا فرغت من ذلك عفّرت خدّك ودعوت الله وسألته ما تريد) (3) . الثاني: الاستخارة بصلاة ركعتين وبرقعتين: عن علي بن محمّد, رفعه عنهم(عليهم السلام), قال لبعض أصحابه وقد سأله عن الأمر يمضي فيه ولا يجد أحداً يشاوره, فكيف يصنع؟ قال: (شاور الله) قال: فقال له: كيف؟ قال: (انوِ الحاجة في نفسك, واكتب رقعتين, في واحدة: (لا)، وفي واحدة: (نعم)، واجعلهما في بندقتين من طين, ثمّ صلّ ركعتين, واجعلهما تحت ذيلك وقل: يالله إنّي أُشاورك في أمري هذا، وأنت خير مستشار ومشير, فأشر عليّ بما فيه صلاح وحسن عاقبة, ثمّ أدخل يدك, فإن كان فيها (نعم) فافعل, وإن كان فيها (لا) لا تفعل, هكذا تشاور ربك) (4) . الثالث: الاستخارة بمائة مرّة: عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله(عليه السلام)، قال: قلت له: ربّما أردت الأمر يفرق منّي فريقان: أحدهما يأمرني، والآخر ينهاني؟ قال: فقال: (إذا كنت كذلك فصلّ ركعتين, واستخر الله مائة مرّة ومرّة, ثمّ انظر أحزم الأمرين لك فافعله, فإنّ الخيرة فيه إن شاء الله, ولتكن استخارتك في عافية, فإنّه ربّما خير للرجل في قطع يده, وموت ولده, وذهاب ماله) (5) . الرابع: الاستخارة بمائة مرّة ومرّة في آخر ركعة من صلاة الليل: عن محمّد بن خالد القسري، قال: سألت أبا عبد الله(عليه السلام) عن الاستخارة؟ قال: فقال: (استخر الله عزّ وجلّ في آخر ركعة من صلاة الليل وأنت ساجد مائة مرّة ومرّة), قال: قلت: كيف أقول؟ قال: تقول: (أستخير الله عزّ وجلّ برحمته, أستخير الله برحمته) (6) . الخامس: الاستخارة بمائة مرّة ومرّة عقيب ركعتي الفجر: عن حمّاد بن عثمان، قال: سألت أبا عبد الله(عليه السلام) عن الاستخارة؟ فقال: (استخر الله مائة مرّة ومرّة في آخر سجدة من ركعتي الفجر, تحمد الله وتمجّده، وتثني عليه، وتصلّي على النبيّ وعلى أهل بيته, ثمّ تستخير الله تمام المائة مرّة ومرّة) (7) . السادس: الاستخارة بمائة مرّة بعد صوم ثلاثة أيام: عن زرارة, قال: قلت لأبي جعفر(عليه السلام): إذا أردت الأمر, وأردت أن أستخير ربّي, كيف أقول؟ قال: (إذا أردت ذلك فصم الثلاثاء والأربعاء والخميس, ثمّ صلّ يوم الجمعة في مكان نظيف, فتشهد ثمّ قل وأنت تنظر إلى السماء: اللّهمّ إنّي أسألك بأنّك عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم, أنت عالم الغيب, إن كان هذا الأمر خيراً لي في ما أحاط به علمك, فيسّره لي, وبارك به, وافتح لي به, وإن كان ذلك شرّاً لي في ما أحاط به علمك, فاصرفه عنّي بما تعلم, فإنّك تعلم ولا أعلم, وتقدر ولا أقدر, وتقضي ولا أقضي, وأنت علاّم الغيوب, تقولها مائة مرّة) (8) . السابع: الاستخارة بمائة مرّة يتصدّق قبلها على ستين مسكيناً: عن زرارة, عن الإمام الصادق(عليه السلام) في الأمر يطلبه الطالب من ربّه, قال: (يتصدّق في يومه على ستين مسكيناً, على كلّ مسكين صاعاً بصاع النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم), فإذا كان الليل اغتسل في ثلث الليل الباقي, ويلبس أدنى ما يلبس من يعول من الثياب إلاّ أنّ عليه في تلك الثياب إزاراً, ثمّ يصلّي ركعتين, فإذا وضع جبهته في الركعة الأخيرة للسجود هلّل الله وعظّمه ومجّده, وذكر ذنوبه, فأقرّ بما يعرف منها مسمّى, ثمّ يرفع رأسه, فإذا وضع في السجدة الثانية استخار الله مائة مرّة, يقول: اللّهمّ إنّي أستخيرك, ثمّ يدعو الله بما يشاء ويسأله إياه, وكلّما سجد فليفض بركبتيه إلى الأرض, يرفع الإزار حتّى يكشفهما, ويجعل الإزار من خلفه بين إليتيه وباطن ساقيه) (9) . الثامن: الاستخارة بمائة مرّة عقيب الفريضة: عن الإمام الصادق(عليه السلام)، أنّه: يسجد عقيب المكتوبة ويقول: (اللّهمّ خر لي) مائة مرّة ثمّ يتوسّل بالنبيّ والأئمّة(عليهم السلام), ويصلّي عليهم, ويستشفع بهم, وينظر ما يلهمه الله فيفعل, فإنّ ذلك من الله تعالى) (10) . التاسع: الاستخارة بمائة مرّة عند الإمام الحسين(عليه السلام): عن صفوان الجمّال, عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: (ما استخار الله عبد قطّ في أمر مائة مرّة عند رأس الحسين(عليه السلام), فيحمد الله ويثني عليه إلاّ رماه الله بخير الأمرين) (11) . العاشر: الاستخارة بسبعين مرّة: عن معاوية بن ميسرة، عنه(عليه السلام)، أنّه قال: (ما استخار الله عبد سبعين مرّة بهذه الاستخارة, إلاّ رماه الله بالخيرة؛ يقول: يا أبصر الناظرين, ويا أسمع السامعين, ويا أسرع الحاسبين, ويا أرحم الراحمين, ويا أحكم الحاكمين, صلّ على محمّد وأهل بيته, وخِر لي في كذا وكذا) (12) . الحادي عشر: الاستخارة بعشر مرّات: عن محمّد بن مسلم, عن الإمام الصادق(عليه السلام)، قال: (كنّا أمرنا بالخروج إلى الشام فقلت: اللّهمّ إن كان هذا الوجه الذي هممت به خيراً لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري ولجميع المسلمين, فيسّره لي وبارك لي فيه, وإن كان ذلك شرّاً لي, فاصرفه عنّي إلى ما هو خير لي منه, فإنّك تعلم ولا أعلم, وتقدر ولا أقدر, وأنت علاّم الغيوب, أستخير الله - ويقول ذلك مائة مرّة -) (13) . الثاني عشر: الاستخارة بسبع مرّات: عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه: كان إذا أراد شراء العبد، أو الدابّة، أو الحاجة الخفيفة، أو الشيء اليسير، استخار الله عزّ وجلّ فيه سبع مرّات, وإذا كان أمراً جسيماً استخار الله فيه مائة مرّة (14) . الثالث عشر: الاستخارة بثلاث مرّات: عن ابن أبي يعفور, قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول في الاستخارة: (تعظّم الله وتمجّده وتحمده وتصلّي على النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثمّ تقول: اللّهمّ إنّي أسألك بأنّك عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم, وأنت علاّم الغيوب, أستخير الله برحمته). ثمّ قال أبو عبد الله(عليه السلام): (إن كان الأمر شديداً تخاف فيه, قلته مائة مرّة, وإن كان غير ذلك قلته ثلاث مرّات) (15) . الرابع عشر: الاستخارة بمرّة واحدة: عن هارون بن خارجة, عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: (من استخار الله مرّة واحدة وهو راض به, خار الله له حتماً) (16) . الخامس عشر: الاستخارة في كلّ ركعة من الزوال: عن محمّد بن مسلم, عن الإمام الباقر(عليه السلام)، قال: (الاستخارة في كلّ ركعة من الزوال) (17) . السادس عشر: الاستخارة بالقرعة: عن منصور بن حازم، قال: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول, وقد سأله بعض أصحابنا عن مسألة؟ فقال: (هذه تخرج في القرعة)، ثمّ قال: (وأيّ قضية أعدل من القرعة إذا فوّض الأمر إلى الله عزّ وجلّ, أليس الله عزّ وجلّ يقول: (( فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ المُدحَضِينَ )) (الصافات:141)؟!) (18) . وروي عن أبي الحسن موسى(عليه السلام), وعن غيره من آبائه وأبنائه من قولهم: (كلّ مجهول ففيه القرعة)، قلت له: إنّ القرعة تخطئ وتصيب, فقال: (كلّ ما حكم الله فليس بمخطئ) (19) . وأمّا كيفية الاستخارة بالقرعة, فعن الإمام الصادق(عليه السلام): (من أراد أن يستخير الله تعالى فليقرأ الحمد عشر مرّات, وإنا أنزلناه عشر مرّات, ثمّ يقول: اللّهمّ إنّي أستخيرك لعلمك بعاقبة الأُمور, وأستشيرك لحسن ظنّي بك في المأمول والمحذور, اللّهمّ إن كان أمري هذا ممّا قد نيطت بالبركة أعجازه وبواديه, وحفّت بالكرامة أيّامه ولياليه, فخِر لي بخيرة ترد شَموسه ذلولاً, وتقعص أيّامه سروراً, يا الله إمّا أمر فأأتمر, وإمّا نهي فأنتهي. اللّهمّ خر لي برحمتك خيرة في عافية، ثلاث مرّات, ثمّ يأخذ كفّاً من الحصى أو سبحة) (20) . نكتفي بهذا المقدار من الروايات. وأمّا بالنسبة إلى الاستخارة بالمصحف, فإنّا وإن لم نجد رواية في ذلك, ولكنّ السيّد ابن طاووس في (فتح الأبواب)، قال: ((رأيت ذلك - أي المشاورة لله تعالى بالمصحف - في بعض كتب أصحابنا رضوان الله عليهم ... المزید عدنا الآن إلى ما وقفنا عليه في بعض كتب أصحابنا من صفة الفأل في المصحف الشريف, وهذا لفظ ما وقفنا عليه: صفة القرعة في المصحف: يصلّي صلاة جعفر(عليه السلام), فإذا فرغ منها دعا بدعائها, ثمّ يأخذ المصحف, ثمّ ينوي فرج آل محمّد بدءاً وعوداً, ثمّ يقول: (اللّهمّ إن كان في قضائك وقدرك أن تفرّج عن وليّك وحجّتك في خلقك في عامنا هذا وفي شهرنا هذا, فأخرج لنا رأس آية من كتابك نستدلّ بها على ذلك). ثمّ يعدّ سبع ورقات, ويعدّ عشرة أسطر من ظهر الورقة السابعة, وينظر ما يأتيه في الحادي عشر من السطر, ثمّ يعيد الفعل ثانياً لنفسه, فإنّه يتبيّن حاجته إن شاء الله تعالى)) (21) . ثمّ قال: ((فصل: وحدّثني بدر بن يعقوب المقرئ الأعجمي رضوان الله عليه بمشهد الكاظم(صلوات الله عليه) في صفة الفأل في المصحف (بثلاث روايات من غير صلاة, فقال: تأخذ المصحف) وتدعو فتقول: اللّهمّ إن كان من قضائك وقدرك أن تمنّ على أمّة نبيّك بظهور وليّك وابن بنت نبيّك, فعجّل ذلك وسهّله ويسّره وكمّله, وأخرج لي آية أستدلّ بها على أمر فأئتمر, أو نهي فأنتهي - أو ما تريد الفأل فيه - في عافية. ثمّ تعدّ سبع أوراق, ثمّ تعدّ في الوجهة الثانية من الورقة السابعة ستّة أسطر, وتتفأّل بما يكون في السطر السابع. وقال في رواية أُخرى: إنّه يدعو بالدعاء, ثمّ يفتح المصحف الشريف, ويعدّ سبع قوائم, ويعدّ ما في الوجهة الثانية من الورقة السابعة, وما في الوجهة الأولى من الورقة الثامنة من لفظ اسم الله جلّ جلاله, ثمّ يعدّ قوائم بعدد لفظ اسم الله, ثمّ يعدّ من الوجهة الثانية من القائمة التي ينتهي العدد إليها, ومن غيرها ممّا يأتي بعدها سطوراً بعدد لفظ اسم الله جلّ جلاله, ويتفأّل بآخر سطر من ذلك. وقال في الرواية الثالثة: إنّه إذا دعا بالدعاء عدّ ثماني قوائم, ثمّ يعدّ في الوجهة الأولى من الورقة الثامنة أحد عشر سطراً, ويتفأّل بما في السطر الحادي عشر. وهذا ما سمعناه في الفأل بالمصحف الشريف قد نقلناه كما حكيناه)) (22) . ونقل هذا العلاّمة المجلسي في (بحار الأنوار), وقال: وجدت في بعض الكتب أنّه نسب إلى السيّد(ره) الرواية الثانية، لكنّه قال: يقرأ الحمد وآية الكرسي، وقوله تعالى: (( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيبِ )) (الأنعام:59) إلى آخر الآية, ثمّ يدعو بالدعاء المذكور ويعمل بما في الرواية (23) . ودمتم في رعاية الله

11