logo-img
السیاسات و الشروط
محمد حمزة السعدي ( 21 سنة ) - سوريا
منذ سنتين

خطبة النساء

السلام عليكم ما تفسير قوله تعالى: ( وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ... ).. وهل الآية خاصة بالنساء المطلقات أم على جميع النساء؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته مرحباً بك أيها السائل الكريم جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٢ - الصفحة ١٨٤-١٨٦: فهذه الآية تبيح للرجال أن يخطبوا النساء اللواتي في عدة الوفاة بالكناية أو الإضمار في النفس أو أكننتم في أنفسكم وهذا الحكم في الواقع من أجل الحفاظ على حريم الزواج السابق من جهة، وكذلك لا يحرم الأرملة من حقها في تعيين مصيرها من جهة أخرى، فهذا الحكم يراعي العدالة وكذلك حفظ احترام الطرفين. ومن الطبيعي أن تفكر المرأة في مصيرها بعد وفاة زوجها، وكذلك يفكر بعض الرجال بالزواج بهن للشروط اليسيرة السهلة في الزواج بالأرامل، ولكن من جهة لابد من حفظ حريم دائرة الزوجية السابقة كما ورد من الحكم آنفا يدل بوضوح على رعاية كل هذه المسائل المذكورة، ونفهم من عبارة ولكن لا تواعدوهن سرا أنه مضافا إلى النهي عن الخطبة العلنية فإنه لا يجوز كذلك أن تصارحوهن بالخطبة سرا أيضا إلا إذا كان الكلام بهذا الشأن يتفق مع الآداب الاجتماعية في موضوع موت الزوج، أي أن يكون الكلام بالكناية وبشكل مبطن. وعبارة (عرضتم) من مادة (التعريض) والتي تعني كما يقول الراغب في المفردات: الحديث الذي يحتمل معنيين الصدق والكذب أو الظاهر والباطن. وعلى قول المفسر الكبير المرحوم الطبرسي في مجمع البيان أن التعريض ضد التصريح، وهو في الأصل من مادة (عرض) الذي هو بمعنى جانب الشئ. ويضرب أئمة الإسلام في تفسير هذه الآية بشأن الخطبة الخفية أو القول المعروف كما يقول القرآن أمثلة عديدة، من ذلك ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال (يلقاها فيقول إني فيك راغب وإني للنساء لمكرم فلا تسبقيني بنفسك). وقد ورد هذا المضمون أو ما يماثله في كلام كثير من الفقهاء والجدير بالذكر أن الآية أعلاه على الرغم من أنها وردت بعد الآية التي تذكر عدة الوفاة، ولكن الفقهاء صرحوا بأن الحكم أعلاه لا يختص بعدة الوفاة بل يشمل غيرها أيضا. يقول المرحوم الفقيه والمحدث المعروف صاحب الحدائق: (وقد صرح الأصحاب بأنه لا يجوز التعريض بالخطبة لذات العدة الرجعية لأنها زوجة، فيجوز للمطلقة ثلاثا من الزوج وغيره، ولا يجوز التصريح لها منه ولا من غيره، أما المطلقة تسعا للعدة ينكحها بينها رجلان فلا يجوز التعريض لها من الزوج ويجوز من غيره، ولا يجوز التصريح في العدة منه ولا من غيره. أما العدة البائنة فيجوز التعريض من الزوج وغيره والتصريح من الزوج دون غيره). وإذا أردتم التفصيل راجعوا الكتب الفقهية بالأخص كتاب الحدائق في استمرار هذا البحث. ثم تضيف الآية ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله فمن المسلم أن الشخص إذا عقد على المرأة في عدتها يقع العقد باطلا، بل أنه إذا أقدم على هذا العمل عالما بالحرمة فإن هذه المرأة ستحرم عليها أبدا. وبعد ذلك تعقب الآية: واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم. وبهذا لابد أن تعلموا أن الله تعالى مطلع على أعمالكم ونياتكم وفي نفس الوقت لا يؤاخذ المذنبين بسرعة. جملة لا تعزموا من مادة (عزم) بمعنى قصد، فعندما تقول الآية ولا تعزموا عقده النكاح فهو في الواقع نهي مؤكد عن الإقدام العملي على عقد الزواج ويعني التحذير حتى من نية وقصد هذا العمل في زمان العدة. دمتم في رعاية الله.

1