ارتداد بعض الصحابة
هل صحيح أنّ بعض الصحابة الذين مدحهم القرآن ارتدّوا بعد وفاة الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟
الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنّ الصحبة تكون ذات مزيّة إذا كانت في طاعة الله ورسوله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فالعدول والانحراف عن الخطّ السليم الذي رسمه الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) للأمّة بالنسبة لإمامة أمير المؤمنين(عليه السلام) هو: نوع من التراجع والارتداد عن منهج الرسالة في تطبيق أوامره ونواهيه(صلّى الله عليه وآله وسلّم), وهذا هو معنى الروايات الواردة في مصادرنا الخاصّة في هذا المجال. والغريب أنّه قد ورد في بعض كتب التاريخ - كتاريخ الطبري -: أنّ العرب ارتدّوا كلّهم بعد الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عدا فئة في المدينة والطائف (1) , وهذا لا يثير التساؤل؟!!! وأمّا ما يثار في حقّ الشيعة بأنّهم يقولون بارتداد كلّ الصحابة, فهذا إفك وبهتان عظيم, كيف وهم يلتزمون بالولاء لأفضل الصحابة، وهو: عليّ(عليه السلام) وأهل بيته, وأيضاً يعظّمون ويبجّلون بعضهم، أمثال سلمان وأبي ذر وعمّار والمقداد، وغيرهم. نعم, هم يعتقدون - وفقاً للأدلّة العقلية والنقلية - بعدول بعض منهم عن خطّ الرسالة بعد ارتحال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ فإن ورد لفظ ردّة وارتداد لبعض الصحابة في روايات ومصادر الشيعة, فإنّما هو ارتداد عن الولاية والإمامة لأمير المؤمنين(عليه السلام)، لا ارتداد عن الإسلام. ودمتم في رعاية الله