logo-img
السیاسات و الشروط
( 17 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

تنزيه أهل البيت (عليهم السلام) عن الربوبية

كيف يقرأ الرادود قصيدة بحق الإمام الحسين (عليه السلام) بعنوان (مجنونك) ورد فيها: (لاجلك انصاغ الفلك، وكل صفات الله إلك وآلائة، التسعة والتسعين اسم باسمك الاعظم تتم اسمائه) هل يجوز للشاعر أن يصور هكذا تصوير شعري؟


لقد منح المولى سبحانه الأئمة الأطهار (عليهم السلام) المنزلة السامية و المقامات الرفيعة ، فعلمهم وفضلهم وعصمتهم لا ينالها ملك مقرب أو نبي مرسل سوى عميدهم النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله)، فهم عنه يصدرون وإليه يعودون، وكل ما عندهم إنما هو من نمير علمه وفضله ومكانته الفريدة عند الله سبحانه وتعالى. فيمكن مدحهم بجميع الصفات والمميزات البشرية، دون الوصول إلى مقام الربوبية الذي نهى عنه الأئمة الأطهار(عليهم السلام)، في كثير من الأحاديث كما في حديث لأمير المؤمنين (عليه السلام) جاء فيه: "أنا عبد الله وخليفته على عباده لا تجعلونا أرباباً، وقولوا في فضلنا ما شئتم، فإنكم لا تبلغوا كنه مافينا، ولا نهايته" (بحار الأنوار 26: 2). وروى الصدوق في (الخصال) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "إياكم والغلو فينا، قولوا إنا عبيد مربوبون، وقولوا في فضلنا ما شئتم" (الخصال: 614). فالمعيار في مدح أهل البيت (عليهم السلام ) هو عدم الوصول إلى مقام الربوبية، وكما ورد في بعض مضامين الروايات (نزهونا عن الربوبية وقولوا فينا ما شئتم) ابتعدوا بنا عن مقام الربوبية، وقولوا دون ذلك المقام ما شئتم. وليس المراد بالتنزيه هنا: دفع النقص أو رفع القبيح، بل ننزههم عما لا يكون من حقهم وهو الألوهية، فهم منزّهون عن دعوى الألوهية، من هنا يفهم العلماء والفقهاء من كلمة"تنزيه" المعنى العام لتبرئة المعصومين(عليهم السلام) من شبهة الألوهية.

1