وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأثر، هو المَرْوِيِّ المَنْقُول والمَكْتُوب بالأثر كما اصطلح عليه في علم الحديث، وقد أُختلف أعلام علم الدراية في سعة دائرة مفهوم الأثر، فمنهم من جعله أعم من الحديث والخبر.. ومنهم من جعله أعم من الحديث وأخص من الخبر.. غير أنّ جملة من أعلام الشيعة الذين صنّفوا في علم الدراية والحديث، ذهبوا للقول: بأنّ الأثر أعم مطلقاً من الحديث والخبر..
وعرّف الشهيد العاملي الثاني الخَبَر و الحَديث بأنَهما: « كلام يكون لِنِسْبَتِهِ خارج في أحد الأزمنة، تطابقه أو لا »:
قال: وهو أعم من أن يكون قول الرسول (صلی الله عليه وآله) ، و الإمام، و الصحابي و التَابعيَ، وغيرهم ... المزید..، ثمَ قال: وقد يُخَصّ الثاني [ الحديث ] بماجاء عن المعصوم، والأول [ الخبر ] بما جاء عن غيرهم، أو يجعل الثاني [ الحديث ] أعمّ مطلقًا، ثمّ قال: و الأثر: أعَمُّ مطلقاً [منهما: أي الحديث والخبر].
وقد رجّح الشيخ المامقاني في مصنّفه « مقباس الهداية في علم الدراية »: قول الشهيد الثاني، بعد أن ذكر بعض الأقوال الأخرى، من قبيل من قال:
أنّ الأثر مساوٍ للخبر، ومن قال: أنّ الأثر ما جاء عن الصحابي، والحديث ما جاء عن النّبيّ (صلی الله عليه وآله) ، والخبر أعمّ منهما.
عند السنة
وقع خلاف بين أعلام أهل السنة في تعريف الأثر:
فمنهم من قال هو: خصوص ما جاء و وَرَدَ عن الصحابي..
ومنهم من قال هو: أعمّ من الحديث و الخبر، أي يطلق على ماورد عن النّبيّ (صلی الله عليه وآله)، و الصحابي، و التابعي، وغيرهم..
رغم الاختلاف بين أعلام علم الدراية و الحديث، حول الفوارق بين المصطلحات الثلاثة، إلاّ أنّ جملة منهم قد فرق بينهما كالتالي:
فالحديث هو: ماورد عن المعصوم (عليه السلام).
أمّا الخبر فهو: ما ورد عن صاحب المعصوم (عليه السلام).
و الأثر هو: مطلق ماورد سواء كان عن المعصوم أو عن صاحبه أو عن غيرهما.