السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) سورة الأنفال..
صدق الله العلي العظيم
ما المقصود هنا بالحريق؟
الذي أعلمه أن هناك عذاب النار فما هو عذاب الحريق؟
وهل يختلف عذاب النار عن عذاب الحريق؟
وما المقصود بالملائكه يضربون وجوههم وادبارهم هل يعني ضرب أو شيء آخر؟
وهل الملائكه هنا تضرب نفسها أو تضرب الكافر أو ماذا؟
وحفظكم الله.
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مرحباً بك أيها السائل الكريم..
جاء في تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ١٠٠:
قوله تعالى: (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة) إلى تمام الآيتين.
التوفي أخذ الحق بتمامه، ويستعمل في كلامه تعالى كثيراً بمعنى قبض الروح، ونسبة قبض أرواحهم إلى الملائكة مع ما في بعض الآيات من نسبته إلى ملك الموت، وفي بعض آخر إلى الله سبحانه كقوله: (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم) ألم السجدة: 11، وقوله: (الله يتوفى الأنفس حين موتها) الزمر: 42 دليل على أن لملك الموت أعوانا يتولون قبض الأرواح هم بمنزلة الأيدي العمالة له يصدرون عن إذنه ويعملون عن أمره، كما أنه يصدر عن إذن من الله ويعمل عن أمر منه، وبذلك يصح نسبة التوفي إلى الملائكة الأعوان، وإلى ملك الموت، وإلى الله سبحانه.
وقوله: (يضربون وجوههم وأدبارهم) ظاهره انهم يضربون مقاديم أبدانهم وخلاف ذلك فيكنى به عن إحاطتهم واستيعاب جهاتهم بالضرب، وقيل: إن الادبار كناية عن الاستاه فبالمناسبة يكون المراد بوجوههم مقدم رؤوسهم، وضرب الوجوه والادبار بهذا المعنى يراد به الازراء والاذلال.
وقوله: (وذوقوا عذاب الحريق) أي يقول لهم الملائكة: ذوقوا عذاب الحريق وهو النار.
وقوله: (ذلك بما قدمت أيديكم) تتمة لقولهم المحكى أو إشارة إلى مجموع ما يفعل بهم وما يقول لهم الملائكة، والمعنى إنما نذيقكم عذاب الحريق بما قدمت أيديكم أو: نضرب وجوهكم وأدباركم ونذيقكم عذاب الحريق بما قدمت أيديكم.
دمتم في رعاية الله