logo-img
السیاسات و الشروط
. ( 22 سنة ) - العراق
منذ سنتين

شيعتنا ومحبينا

سلام عليكم سؤال هنالك رواية تقول بأن رجلاً قال للحسين بن علي (عليهما السلام) : يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم، قال: إتق الله ولا تدعين شيئاً يقول الله لك كذبت وفجرت في دعواك، إن شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش وغل ودغل، ولكن قل أنا من مواليكم ومحبيكم.. وهنالك مقطعين للسيد هادي المدرسي وآخر للسيد رشيد الحسيني( حفظهم الله ) يتفقان فيه على أن لا تقولوا نحن محبون أو موالون لأهل البيت (عليهم السلام) بل قولوا إننا شيعة علي وأهل البيت (عليهم السلام) فما مادى صحة الرواية بدايةً وماذا نفعل بشأن المقطعين الآخرين؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بالسائل الكريم أولاً : الرواية نقلها المجلسي (رحمه الله)، في بحاره، جزء (٥٦)، صفحة (١٥٦)، مرسلة.. ثانياً : الظاهر من متن الرواية مع ضميمة بعض المتون القريبة من مضمونها يدل على أن الإمام عليه السلام يريد من الشيعي هو الذي يكون في أوامرهم وزوارجهم مطيعاً فقد صدق أنه من الشيعة أما إن لم يكن كذلك فهو في الحقيقية ليس كذلك بل هو محب موالي ومعادي لمن يعاديهم فهذا يمكن يصيره على خير، أما انه يزعم أنّه من شيعتهم ولا يطبق ما رسموه عليهم السلام لهم فهو كذاب وقد وردت عدّة روايات في ذلك لا باس بذكرها : ١ - وقال رجل للحسن بن علي عليهما السلام: إني من شيعتكم فقال الحسن بن علي عليه السلام: يا عبد الله إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعاً فقد صدقت، وإن كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها لا تقل لنا: أنا من شيعتكم، ولكن قل: أنا من مواليكم ومحبيكم ومعادي أعدائكم، وأنت في خير وإلى خير. ٢ - وقال رجل لعلي بن الحسين عليهما السلام: يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم الخلص فقال له: يا عبد الله فإذا أنت كإبراهيم الخليل عليه السلام الذي قال الله " وإن من شيعته لإبراهيم * إذ جاء ربه بقلب سليم " (1) فإن كان قلبك كقلبه فأنت من شيعتنا، وإن لم يكن قلبك كقلبه وهو طاهر من الغش والغل، فأنت من محبينا وإلا فإنك إن عرفت أنك بقولك كاذب فيه، إنه لمبتلى بفالج لا يفارقك إلى الموت أو جذام ليكون كفارة لكذبك هذا. ٣ - وقال الباقر عليه السلام لرجل فخر على آخر وقال: أتفاخرني وأنا من شيعة آل محمد الطيبين؟ فقال الباقر عليه السلام: ما فخرت عليه ورب الكعبة وغبن منك على الكذب يا عبد الله، أمالك معك تنفقه على نفسك أحب إليك أم تنفقه على إخوانك المؤمنين؟ قال: بل أنفقه على نفسي، قال: فلست من شيعتنا، فإننا نحن ما ننفق على المنتحلين من إخواننا أحب إلينا ولكن قل: أنا من محبيكم ومن الراجين النجاة بمحبتكم. وقيل للصادق عليه السلام: إن عمارا الدهني شهد اليوم عند ابن أبي ليلى قاضي الكوفة بشهادة فقال له القاضي: قم يا عمار فقد عرفناك لا تقبل شهادتك لأنك رافضي فقام عمار وقد ارتعدت فرائصه واستفرغه البكاء فقال له ابن أبي ليلى: أنت رجل من أهل العلم والحديث إن كان يسوءك أن يقال لك رافضي فتبرأ من الرفض فأنت من إخواننا، فقال له عمار: يا هذا ما ذهبت والله حيث ذهبت، ولكن بكيت عليك وعلي، أما بكائي على نفسي فإنك نسبتني إلى رتبة شريفة لست من أهلها زعمت أني رافضي ويحك لقد حدثني الصادق عليه السلام أن أول من سمي الرفضة السحرة الذين لما شاهدوا آية موسى في عصاه آمنوا به واتبعوه، ورفضوا أمر فرعون، واستسلموا لكل ما نزل بهم، فسماهم فرعون الرافضة لما رفضوا دينه، فالرافضي كل من رفض جميع ما كره الله، وفعل كل ما أمره الله، فأين في هذا الزمان مثل هذا؟. وإن ما بكيت على نفسي خشيت أن يطلع الله عز وجل على قلبي وقد تلقبت هذا الاسم الشريف على نفسي فيعاتبني ربي عز وجل ويقول: يا عمار أكنت رافضا للأباطيل، عاملا بالطاعات كما قال لك؟ فيكون ذلك بي مقصرا في الدرجات إن سامحني، وموجبا لشديد العقاب علي إن ناقشني، إلا أن يتداركني موالي بشفاعتهم. وأما بكائي عليك فلعظم كذبك في تسميتي بغير اسمي وشفقتي الشديدة عليك من عذاب الله أن صرفت أشرف الأسماء إلي، وإن جعلته من أرذلها كيف يصبر بدنك على عذاب كلمتك هذه؟. ٤ - فقال الصادق عليه السلام: لو أن على عمار من الذنوب ما هو أعظم من السماوات و الأرضين لمحيت عنه بهذه الكلمات وإنها لتزيد في حسناته عند ربه عز وجل حتى يجعل كل خردلة منها أعظم من الدنيا ألف مرة.

2