logo-img
السیاسات و الشروط
علي - فرنسا
منذ 5 سنوات

لطم الصدور

ما هو التفسير الديني والعلمي بخصوص لطم الصدور؟ ودمتم لنا بألف خير.


الاخ علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا يخفى عليكم أنّ أوّل من أقام العزاء على سيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) هو: رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)؛ فعن أُمّ الفضل بنت الحارث: أنّها دخلت على رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقالت: يا رسول الله! إنّي رأيت حلماً منكراً الليلة. قال: (وما هو؟) قالت: إنّه شديد. قال: وما هو؟ قالت: رأيت كأنّ قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري. فقال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (رأيت خيراً، تلد فاطمة غلاماً فيكون في حجرك).. فولدت فاطمة الحسين، فكان في حجري، كما قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فدخلت يوماً إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) فوضعته في حجره، ثمّ حانت منّي التفاتة فإذا عينا رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) تهريقان من الدموع، قالت: فقلت: يا نبيّ الله! بأبي أنت وأُمّي، ما لك؟ قال: (أتاني جبريل(عليه الصلاة والسلام) فأخبرني أنّ أمّتي ستقتل ابني هذا)، فقلت: هذا؟ فقال: (نعم)، وأتاني بتربة من تربته حمراء (1) . وعن أُمّ سلمة، قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في بيتي، فنزل جبريل، فقال: يا محمّد! إنّ أمّتك تقتل ابنك هذا من بعدك. وأومأ بيده إلى الحسين، فبكى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وضمّه إلى صدره، ثمّ قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): وديعة عندك هذه التربة، فشمّها رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقال: ويح وكرب وبلاء. قالت: وقال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (يا أُمّ سلمة إذا تحولت هذه التربة دماً فاعلمي أنّ ابني قد قتل) (2) . وهناك روايات أُخرى كثيرة في هذا المجال. وهكذا تجد أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) اقاموا العزاء على الحسين(عليه السلام) وأمرونا بذلك وبإظهار الحزن، كما أشرنا إلى ذلك في الأجوبة السابقة. ومن هذا المنطلق أخذت الشيعة الإماميّة تعمل بهذه الوصية، فتظهر مختلف علامات الحزن والعزاء على الإمام الحسين(عليه السلام) كلّ بحسب منطقته وعاداته وتقاليده. فبعضهم اتّخذ - مثلاً - اللطم على الصدور طريقة من طرق إظهار الحزن ليظهر من خلاله حبّه وولاءه الشديد لأبي عبد الله الحسين(عليه السلام) وعدّه عملاً راجحاً يتوقّعون فيه الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى. ودليلهم على جوازه: إجماع علماء الطائفة الشيعية عليه، وبعض الروايات، منها: ما رواه الشيخ الطوسي في كتابه (التهذيب): عن الإمام الصادق(عليه السلام)، أنّه قال: (وقد شققن الجيوب، ولطمن الخدود - الفاطميات - على الحسين بن عليّ(عليهما السلام)، وعلى مثله تلطم الخدود، وتشقّ الجيوب) (3) . وقد أشار إلى هذه الرواية أيضاً الشهيد في (الذكرى) (4) ؛ فراجع! ودمتم في رعاية الله

3