الرجاء التوضيح الشافي والوافي في ما ورد في مقتل الإمام الحسين(عليه السلام): (بكت لموته الأرض والسماوات، وأمطرت دماً، وأظلمت الأفلاك من الكسوف، واشتدّ سواد السماء ودام ذلك ثلاثة أيّام، والكواكب في أفلاكها تتهافت، وعظمت الأهوال حتّى ظنّ أنّ القيامة قد قامت).
مع توضيح كيفية بكاء السماء دماً.
ولكم منّا جزيل الشكر والتقدير.
الاخ حسين المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالك يتكوّن من سبت فقرات تريد إيضاحها: أولاً: بكت لموته الأرض والسماء.
قد ورد عنهم(عليهم السلام): أنّ بكاء الأرض كان بتفجّرها دماً، وما رفع حجر عن الأرض إلاّ كان تحته دماً عبيطاً (1) ، وقد فسّر في خبر آخر بالسواد.
أمّا بكاء السماء، فعن الإمام الصادق(عليه السلام) بعد أن سئل عن بكاء السماء؟ قال: (كانت الشمس تطلع حمراء وتغيب حمراء) (2) ، وقد فسّر بكاء السماء في أخبار أُخر بوقوع الدم، فعن الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) بعد سؤاله عن أيّ شيء بكاؤها؟ قال: (كانت إذا استقبلت بثوب وقع على الثوب شبه أثر البراغيث من الدم) (3) .
وفي خبر آخر نسب البكاء بالحمرة إلى الشمس؛ فقال: (إنّ السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً بالدم، إنّ الأرض بكت أربعين صباحاً بالسواد، إنّ الشمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة) (4) ، والذي يجمع بين الأخبار أنّ كلا الأمرين قد حصل. ثانياً: وأمطرت دماً.
قالت أُمّ سليم: ((مطرت السماء مطراً كالدم احمرّت منه البيوت والحيطان)) (5) .
وقال قرضة بن عبيد الله: ((ذهبت الإبل إلى الوادي لتشرب فإذا هو دم)) (6) .
وقال آخر: ((وحبابنا وجرارنا صارت مملوءة دماً)) (7) . ثالثاً: أظلمت الأفلاك من الكسوف.
روى البيهقي عن أبي قبيل: أنّه لمّا قُتل الحسين بن عليّ(رضي الله عنهما) كسفت السماء كسفة بدت الكواكب نصف النهار، حتى ظننّا أنها هي)) (8) . رابعاً: اشتدّ سواد السماء ودام ذلك ثلاثة أيّام (9) .
ولعلّ العبارتين بمعنى واحد وهو: ذهاب نور الشمس وانكسافه، وصيرورة النهار ليلاً، كما في بعض الأخبار. خامساً: والكواكب في أفلاكها تتهافت.
لم نعثر على مكان وجود هذه العبارة في المقتل، ومع وجودها فيمكن أن يفهم منها: ظهور الشهب بكثرة في السماء، الذي كان يفهم منه في ذلك الزمان: سقوط الكواكب. سادساً: عظمت الأهوال حتّى ظُنّ أنّ القيامة قد قامت.
بعد كلّ هذه الحوادث الغريبة عليهم والمروّعة، علموا بفداحة الأمر الذي حصل، وتوقّعوا الهلاك العاجل، حتّى جاء عن بعضهم قوله: حتّى ظنّنا أنّها هي، يعني القيامة (10) .
ودمتم في رعاية الله