logo-img
السیاسات و الشروط
سميرة - فرنسا
منذ 5 سنوات

الادلة على الندب على الامام الحسين ع

يا حبّذا لو تذكروا لي بعض أدلّة جواز الندب والنوح على الإمام الحسين(عليه السلام)؟


الاخت سميرة المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته توجد روايات كثيرة تشير إلى جواز ندب سيّد الشهداء(عليه السلام) والنوح عليه، حزناً على ما جرى عليه وعلى أهل بيته وأصحابه في واقعة الطف الدامية، منها:ما ورد في خبر صالح بن عقبة، عن أبيه، عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام)، في حديث: (ثمّ ليندب الحسين(عليه السلام) ويبكيه، ويأمر مَن في داره ممّن لا يتّقيه بالبكاء عليه، ويقيم في داره المصيبة بإظهار الجَزَع عليه)(1).وفي مقتل الحسين للخوارزمي، قصيدة دعبل التي قالها بين يدي الإمام الرضا(عليه السلام), ومنها: أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً ***** وقد مات عطشاناً بشطّ فراتِإذاً للطمت الخد فاطم عنده ***** وأجريت دمعَ العين في الوجناتِأفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي ***** نجوم سماوات بأرض فلاةِ(2) وأقرّه المعصوم(عليه السلام) على ندب سيّدة النساء(عليها السلام) لو كانت حاضرة، والندب هو: البكاء على الميّت مع تعداد محاسنه، كما في لسان اللسان(3)، والصحاح للجوهري(4)، والنصّ للأوّل: (ونَدَبَ الميّت، أي: بكى عليه، وعدّد محاسنه).ولكن باعتبار مصاحبته لرفع الصوت بالبكاء - الذي هو النوح - سُمي الندب: نوحاً، وصاحبته: نائحة.والندب جائز عند مشهور فقهاء الشيعة أعزّهم الله، للأخبار؛ منها: ندب سيّدة النساء(عليها السلام) على أبيها(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، على ما في العقد الفريد: وقفت فاطمة(عليها السلام) على قبر أبيها(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقالت: إنّا فقدناك فقدَ الأرض وابلها ***** وغابَ مُذ غِبتَ عنّا الوحي والكُتبُفليت قبلك كان الموت صَادَفَنا ***** لمّا نُعيت وحالت دونك الكُثُبُ عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال:((لمّا فرغنا من دفن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أقبلت علَيَّ فاطمة، فقالت: يا أنس! كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على وجه رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) التراب؟ ثمّ بكت ونادت: (يا أبتاه! أجاب ربّاً دعاه، يا أبتاه! من ربّه ما أدناه، يا أبتاه! مَن ربُّه ناداه، يا ابتاه! إلى جبريل ننعاه، يا أبتاه! جَنّةُ الفردوس مأواه)، قال: ثمّ سكتت، فما زادت شيئاً))(5). وفي (إعلام الورى) للطبرسي:وروى ثابت، عن أنس، قال: قالت فاطمة(عليها السلام) - لمّا ثقل النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وجعل يتغشّاه الكرب ــ: (يا أبتاه! إلى جبرئيل ننعاه، يا أبتاه! من ربّه ما أدناه، يا أبتاه! جنان الفردوس مأواه، يا أبتاه أجاب ربّاً دعاه) ))(6).وفي السيرة النبويّة، لدحلان:لمّا دُفن(صلى الله عليه وآله وسلّم)، قالت فاطمة رضي الله عنها: أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) التراب؟ وأخذت من تراب القبر الشريف، ووضعته على عينيها، وأنشأت تقول: ماذا على من شمّ تربة أحمدٍ ***** أن لا يشمّ مدى الزمان غوالياصُبّت عليّ مصائب لو أنّها ***** صُبّت على الأيام عدن لياليا(7) وفي (عيون الأثر) لابن سيّد الناس: ولمّا دفن(عليه السلام) قالت فاطمة ابنته(عليها السلام): أغبر آفاق السّماء وكُوّرت ***** شمس النهار وأظلم العصرانِفالأرض من بعد النبيّ كئيبةٌ ***** أسفاً عليه كثيرة الرجفانِفليبكه شرق البلاد وغربها ***** وليبكه مُضر وكلُّ يمانِوليبكه الطود المعظم جوه***** والبيت ذو الأستار والأركانِيا خاتم المبارك ضوءه***** صلّى عليك منزل الفرقانِ(8) ومنها: ما رواه الكليني بإسناده عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: (قال لي أبي: يا جعفر، أوقف لي من مالي كذا وكذا النوادب، تندبني عشر سنين بمنى أيام منى)(9).والأخبار التي يشير ظاهرها إلى حرمة الندب والنوح، محمولة على ما لو كان النوح مشتملاً على الكذب، أو على ذكر تعداد أفعال الميّت القبيحة وصفاته المذمومة شرعاً، بذكر تهتّكه في المحرّمات من الزنا واللواط وقتل النفوس والسرقة والنهب ونحو ذلك، كما كان ذلك في الجاهلية؛ على ما في الجواهر(10). ودليل الحمل: ما ورد من الأخبار المُجوّزة، منها: ما رواه الصدوق، قال: ((سُئل الصادق(عليه السلام) عن أجر النائحة، فقال: (لا بأس به؛ قد نيح على رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ))(11).ومنها خبر خديجة بنت عمر بن زين العابدين(عليه السلام) أنّها قالت: ((سمعت عمّي محمّد بن عليّ صلوات الله عليه وهو يقول: إنّما تحتاج المرأة في المأتم إلى النوح لتسيل دمعتها، ولا ينبغي لها أن تقول هَجراً، فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح))(12). ومنها خبر أبي حمزة، عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: (مات الوليد بن المغيرة، فقالت أُمّ سلمة للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): إنّ آل المغيرة قد أقاموا مناحة، فأذهب إليهم؟فأذن لها، فلبست ثيابها وتهيّأت، وكانت من حسنها كأنها جانّ، وكانت إذا قامت فأرخت شعرها جلّل جسدها، وعقدت بطرفيه خلخالها، فندبت ابن عمها بين يدي رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقالت: أنعى الوليد بن الوليد ***** أبا الوليد فتى العشيرةحامي الحقيقة ماجد ***** يسمو إلى طلب الوتيرةقد كان غيثاً في السنين ***** وجعفراً غدقاً وميرة قال: فما عاب ذلك عليها النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ذلك، ولا قال شيئاً)(13).ومنها خبر أبي بصير، قال: ((قال أبو عبد الله(عليه السلام): (لا بأس بأجر النائحة التي تنوح على الميّت) ))(14).ومنها خبر الصدوق، قال: ((قال(عليه السلام): (لا بأس بكسب النائحة إذا قالت صدقاً) ))(15).ومنها خبر حنان بن سدير، قال: ((كانت امرأة معنا في الحيّ ولها جارية نائحة، فجاءت إلى أبي، فقالت: يا عم، أنت تعلم أنّ معيشتي من الله عزّ وجلّ، ثمّ من هذه الجارية النائحة، وقد أحببت أن تسأل أبا عبد الله(عليه السلام) عن ذلك،؟فإن كان حلالاً، وإلاّ بعتُها وأكلتُ من ثمنها، حتـّى يأتي الله بالفرج.فقال لها أبي: واللهِ إنّي لأعظَم أبا عبد الله(عليه السلام) أن أسأله عن هذه المسألة.قال: فلمّا قدمنا عليه أخبرته أنا بذلك، فقال أبو عبد الله(عليه السلام): أتشارط؟قلت: والله ما أدري تشارط أم لا؟فقال: قل لها: لا تشارط وتقبل ما أُعطيت))(16).ومنها ما رواه الشهيد الثاني في (مُسكّن الفؤاد) من أنّ فاطمة(عليها السلام) ناحت على أبيها، وأنّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أمر بالنوح على حمزة(17).ومنها خبر الحسن بن زيد، قال: ((ماتت ابنةٌ لأبي عبد الله(عليه السلام) فناح عليها سنة، ثمّ مات له ولد آخر فناح عليه سنة، ثمّ مات إسماعيل فجزع عليه جزعاً شديداً، فقطع النوح، قال: فقيل لأبي عبد الله(عليه السلام): أصلحك الله، أيُناح في دارك؟فقال: إنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال لمّا مات حمزة: (ليبكين حمزة لا بواكي له) ))(18). ومنها خبر محمّد بن مسلم عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: (قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: مروا أهاليكم بالقول الحسن عند موتاكم؛ فإنّ فاطمة(سلام الله عليها) لمّا قُبض أبوها(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أسعدتها بناتُ هاشم، فقالت: اتركن التعداد، وعليكنّ بالدعاء)(19). ومنها خبر الفقيه: ((لمّا انصرف رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من وقعة أُحد إلى المدينة سمع من كلّ دار قُتل من أهلها قتيلٌ نوحاً وبكاءً، ولم يسمع من دار حمزة عمّه، فقال(صلى الله عليه وآله وسلّم): (لكن حمزة لا بواكي له)، فآلى أهل المدينة أن لا ينوحوا على ميّت ولا يبكوه، حتـّى يبدؤوا بحمزة فينوحوا عليه ويبكوه، فهم إلى اليوم على ذلك))(20).هذا بالإضافة إلى الروايات الواردة في الندب على سيّد الشهداء(عليه السلام)، وقد نُدب ونيح على سيّد الشهداء على ما في (دعائم الإسلام): عن جعفر بن محمّد(عليه السلام) أنّه قال: (نيح على الحسين بن عليّ سنة كاملة كلّ يوم وليلة، وثلاث سنين من اليوم الذي أصيب فيه)(21). ومن الندب على سيّد الشهداء(عليه السلام): ما في (مقتل الحسين) للخوارزمي: ((وأقبل فرس الحسين وقد عدا من بين أيديهم أن لا يؤخذ، فوضع ناصيته في دم الحسين، وذهب يركض إلى خيمة النساء، وهو يصهل ويضرب برأسه الأرض عند الخيمة، فلمّا نظرت أخوات الحسين وبناته وأهلُه إلى الفرس ليس عليه أحدٌ، رفعن أصواتهنّ بالصراخ والعويل، ووضعت أُمّ كلثوم يدها على أُمّ رأسها، ونادت: وا محمّداه! وا جداه! وا نبيّاه! وا أبا القاسماه! وا عليّاه! وا جعفراه! وا حمزتاه! وا حسناه! هذا حسين بالعراء، صريعٌ بكربلاء، محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والرداء، ثمّ غُشي عليها))(22). وفيه أيضاً:((ثمّ أذن عمر بن سعد بالناس في الرحيل إلى الكوفة, وحمل بنات الحسين وأخواته، وعلي بن الحسين، وذراريهم، فلمّا مرّوا بجثّة الحسين وجثث أصحابه، صاحت النساء، ولطمن وجوههنّ، وصاحت زينب: يا محمّداه! صلّى عليك مليك السماء، هذا حسين بالعراء، مُزمّلٌ بالدماء، مُعفّرٌ بالتراب، مُقطّع الأعضاء، يا محمّداه! بناتك في العسكر سبايا، وذرّيّتك قتلى، تُسفى عليهم الصبا، هذا ابنك محزوز الرأس من القفا، لا هو غائبٌ فيُرجى، ولا جريحٌ فيداوى.وما زالت تقول هذا القول حتـّى أبكت والله كلَّ صديق وعدو، حتّى رأينا دموع الخيل تنحدر على حوافرها))(23).ودمتم في رعاية الله