رسل رستم مهدي ( 31 سنة ) - العراق
منذ سنتين

ما هو حق العباس وحرمته ع

في زيارة مولانا أبا الفضل العباس (عليه السلام) نقرأ (ولعن الله من جهل حقك واستخف بحرمتك).. فما هو حق الإمام العباس وما هي حرمته التي عناها الإمام الصادق (سلام الله عليهما)؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته مرحباً بك أيها السائل الكريم .. إنّ سيدنا العباس (عليه السلام)،كانت له منزلة عظيمة عند اللّه ورسوله وأهل البيت لما قدمه في نصرة الإسلام والمسلمين ،فقد روي عن الإمام علي السجّاد (صلوات الله وسلامه عليه) قال: «رحم الله العباس، فلقد آثر وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله عزّ وجلّ بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب (عليه السلام)، وإن للعباس (عليه السلام) عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة». فالظاهر من المقطع الوارد في الزيارة ، الإشارة إلى كون حق سيدنا العباس - عليه السلام - عظيماً ، حتى استحق جاهلوه ومنكروه اللعنة ؛ وكانت حرمته عظيمة ، استحق اللعنة أولئك الذين انتهكوها ، وقد تمثل جهلهم وانتهاكهم لحقه وحرمته في منعه من الفرات ، حيث تقول الزيارة : " ولعن الله من حال بينك وبين ماء الفرات . أشهد انك قتلت مظلوماً ، وأن الله منجز لكم ما وعدكم " . والشهادة بأن أبا الفضل قتل مظلوماً ، شهادة على أن مسيرة أبي الفضل كانت مسيرة حق ؛ وأن كل من قتل مظلوماً وفي سبيل الدفاع عن الحق ، فإن الله منجز له ما وعده من نصره في الدنيا ببلاغ التأريخ أنه كان مظلوماً ، وفي الآخرة بالجنة خالداً فيها.. وذكر بعض الباحثين ،لنقل سبب ولا نقول منزلة فالذي قتلك قبل أن يقتلك هو استخف بحرمتك وجهل حقك فهل جهل الحق أعظم أم أن القتل أعظم فاذا جهلت حق فلان ولم تقتله فتجهل حق آخر وتقتله في طبيعة الأمر أصبح القتل أعظم والإمام المعصوم هنا يريد أن يشير إلى أن هؤلاء جهلوا حقك واستخفوا بحرمتك فكان هذا الاستخفاف والجهل سبباً ليتجرأوا به على قتلك وبهذا هو يريد أن يفسر سبب قتل عمه العباس عليه السلام .. ولكن إذا يجهل الإنسان فضائل أبي الفضل العباس (عليه السلام) عن جهل بسبب قصور معين فيه .. فذلك له أمر وأما أن يجهل الحق عامداً متعمداً وهو يدرك فضائله فهذا يستحق اللعن. دمتم في رعاية الله.

1