السلام عليكم
عندي جار حايط على حايط وهو رجل كبير في السن كانت علاقتي معه طيبه سلام واحترام ولكن في ليله و ضحاها لا يرد السلام و لا يحترمني من دون سبب او اذى بدر مني اتجاهه لا اعرف السبب وانا اصبحت لا اسلم عليه ولا احترمه واصبح مزعج جدا لي بحيث انه يراقبني انا وعيالي وانا استحي ان اتصرف معه اكراما لشيبته. بماذا تنصحوني ان اتصرف معه.؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة
كان ينبغي عليك ان لا تعامله بالمثل بل كان يفترض بك ان تسأله عن سبب تغير حاله معك فربما سمع من الوشاة ما اساءه منك او انه رأى او سمع منك شيئاً ازعجه منك ودون ان تلتفت الى ذلك الشيء الذي صدر منك دون قصد او ربما اساءه تصرف بعض من لك به صلة كالاولاد مثلا او غير ذلك فكان الاولى ان تذهب اليه او تكلف بعض جيرانك او من من له علاقة بكما ليتعرف على سبب ذلك الجفاء. وحتى لا تتأزم الامور اكثر ورعاية لحق الجوار بادر الى رفع ذلك الاشكال الذي بينك وبين جارك ولو بتوسيط بعض المؤمنين الاخيار الساعين لحب الخير ليقوم بالوساطة بينك وبين جارك فذلك ادعى للراحة والسلامة لكم جميعاً وقد وردت احاديث كثيرة عن العفو والاحسان وكظم الغيظ والمبادرة الى اصلاح ذات البين وكذلك رعاية حق الجوار وقد عُد ذلك من مكارم الاخلاق التي ينبغي على المؤمن الاتصاف والتحلي بها وبما اننا في شهر الله المبارك شهر رمضان فبادر الى اصلاح علاقتك بجارك وتقرب بذلك الى الله تعالى تنال من الفضل والاجر الكبيرين
قال تعالى ( وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) الشورى ٤٠
وقال تعالى ( إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً ) النساء ٤٩
وقال تعالى ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ الْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ال عمران ١٣٩
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة؟: العفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك )
وعن الإمام الصادق عليه السلام ( ثلاث من مكارم الدنيا والآخرة: تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم إذا جهل عليك )
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله ( إذا أوقف العباد نادى مناد: ليقم من أجره على الله وليدخل الجنة، قيل: من ذا الذي أجره على الله؟ قال: العافون عن الناس )
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه واله ( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره )
ومن وصية امير المؤمنين عليه السلام ( الله الله في جيرانكم فانهم وصية نبيكم مازال يوصي بهم حتى ضننا انه سيورثهم )
دمتم في رعاية الله وحفظه