logo-img
السیاسات و الشروط
ابو مصطفى - ايسلندا
منذ 5 سنوات

 أحاديث صحيحة عند الشيعة في إيمان أبي طالب(عليه السلام)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيّها الأعزاء كثيراً ما وقفت متحيّراً أمام أمثال هذه الروايات التي تثبت وصاية آباء النبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) للأنبياء السابقين، وكانت تثير أمامي أكثر من إشكال، فياليت أجد عندكم جواباً مقنعاً: 1- نحن نعلم أنّ المشركين حاروا في إجاد سبب منطقي أو غير منطقي لتفسير نبوّة النبيّ الخاتم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، لاسيّما تلك المعارف والعلوم التي كانوا يرون أنّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لايمتلك مقومات الإتيان بها، ولا أدلّ من عدم وجود اتّهام واحد منهم له(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأنّ هذه المعارف تعود لإمكاناته وقدراته الذاتية، بل يعلّمه بشر، أو تملى عليه، أو درسها، أو أعانه قوم آخرون، وغير ذلك من ترهات، ومن هنا فلو كان آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بهذه الإمكانية والمنزلة الرفيعة، أما كان الأولى من مشركي قريش أن يتّهموه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأنّه يجترّ علوم آبائه ومعارفهم ويكرّرها، وهذا أمر ملموس محسوس لدى الناس، خصوصاً مع وجود أخبار تتحدّث عن عمل عبد المطّلب(رضوان الله تعالى عليه) مثلاً بسنن وتشريعات عديدة أقرّها الإسلام بدلاً من تمسّكهم بالطحلب لإبطال دعوته(صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟ 2- لقد قال بعض المفسّرين ما مضمونه: أن لو كان في مجتمع النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من يمتلك معلومات القرآن ومعارفه لكان أشهر من المعلّم الثاني؛ فكيف خفي على الناس أمر أصحاب الوصاية وهم على تماس معهم ليلاً ونهاراً؟ وهل يمكن لهكذا شخصية بهذا الوزن المعرفي أن تبقى خافية عليهم، مع ملاحظتهم لأدق تفاصيل سلوكها وعقائدها؟ 3- إنّ أفضل وجه استدلّ به لإثبات نبوّة النبيّ الخاتم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو: كونه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) نشأ في بيئة متخلّفة مقطوعة الصلة عن مواطن العلم والمعرفة، ومع هذا جاء بما حيّر العقول، وأبهر أهل المعرفة. ولكن ألا ترون أنّه وبعد الاعتقاد بمضامين هذه الأخبار التي تتحدّث عن الوصاية وميراث الأنبياء ووو..، فإنّه لا يبقى طريق للاستدلال بهذا الوجه قط؟!! على فرض أنّ الصورة ستكون هكذا: شخص نشأ في بيت يتوارث الوصاية وميراث الأنبياء ومعارفهم، وجاء بمعارف من سنخ معارفهم وأفكارهم التي عايشها في بيته، فأين الإعجاز؟


الأخ أبا مصطفى المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لم يكن المشركون يعرفون مكانة أبي طالب وغيره من أجداد النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، بل كانوا ينظرون إليهم كبشر عاديين، فلا يتطرّق إلى أذهانهم أنّ أبا طالب أو عبد المطّلب هو الذي علم محمّداً(صلّى الله عليه وآله وسلّم). ثمّ حتّى لو تطرّق مثل هذا الاحتمال فإنّه سيزول؛ لأنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ظلّ مستمراً في تلقّي القرآن حتّى بعد وفاة عمّه، فكيف يفسّر هذا النزول للقرآن والاستمرار في بثّ العلوم على الرغم من وفاة أبي طالب؟! ثمّ إنّنا وإن قلنا بوصاية أبي طالب فإنّه لا يعني أنّ عنده أكثر ممّا موجود من تعاليم الديانة الحنيفية التي كان يتعبّد بها، ومهما تكن تلك التعاليم فهي لا تقارن بتعاليم الإسلام وشموله وسعته، فلو كان النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يأخذ من أبي طالب لما جاء بأكثر ممّا في الديانة الحنيفية، وهذا مخالف للواقع. وبالتالي فنحن نقطع بأنّ ما موجود في القرآن لم يكن موجوداً عند أحد، ولا حتّى الأنبياء أُولو العزم، فالقرآن كتاب مهيمن على كلّ ما قبله من الكتب. ولكن ما كان عند آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأجداده كان كافياً لأن يعرفوا عند العرب بما لهم من السيادة والمكانة، وهي كانت حاصلة لهم وثابتة عندنا لقصي وأبنائه بعده إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ولو راجعت المصادر التي ذكرت مكانة قصي وهاشم وعبد المطّلب وصفاتهم لوجدت ذلك واضحاً، ويتّضح لك ما نقول. ودمتم في رعاية الله