السلام عليكم
أنا طالبة جامعية ارتدي العباءة.. وملتزمة بحجابي ولله الحمد.. ولكن غالباً ما أجد نفسي متضايقة وأشعر هناك نقص في حجابي من حيث الوجه.. أودُ كثيراً لبس النقاب، لأنني أراه يكمل عبائتي.. لكن ما زلتُ مترددة كثيراً من حيث وظيفتي في المجال الطبي داخل المستشفى أو خلال إكمال مسيرتي الدراسية..
أشعر بالحيرة كثيراً..
أنا اريد نصيحتكم كإبنتكم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إبنتي الكريمة..
قبل كل شيء.. نحمد الله سبحانه وتعالى أن يكون أمثالكم بهذا المستوى من التفكير والتفكر والتدبير والتدبر.. فإن مثل هذه المشاعر والشعور، قَلَّ مثيله ونَدُرَ وجوده..
كما أن نظرائكم مما يُسعد قلب النبي وآله (صلوات الله عليهم أجمعين) خصوصاً الزهراء (صلوات ربي وسلامه عليها).. هذا أولاً.
ثانياً/ يوجد حد أدنى وحد أعلى من ناحية الامتثال والتطبيق.. وقبل الخوض في ذلك، لابد من بيان أمر وهو : أن التطبيق والامتثال يتبع مستوى تقبل وقبول وإرادة وطموح الشخص نفسه.. فمن الناس من يكتفي بالأدنى، ومنهم من يكون شغوفاً لنيل المراتب العليا.. لذا نلاحظ بأن طالب السادس الإعدادي (مثلاً) ممن يرمي بطرفه إلى الدرجات والمعدل الأعلى ، ومنهم من يكتفي بالنجاح وحسب..
ونحن نرى أنكم ممن يسعى حثيثاً إلى المستوى الأسمى، ومثلكم الأعلى سيدة النساء (صلوات الله عليها) وزينب الكبرى (سلام الله عليها).. فمن كان مثاله أمثال هذه النفوس المقدسة ، والأرواح القدسية، فمما لا شك ولا ريب فيه يكون طامحاً مستشعراً القصور والتقصير فيما لو أخذ بالأدنى..
إبنتي الكريمة..
الواجب الشرعي على كل ريحانة وزهرة وثمرة فؤاد كل أبوين، هو : الستر الكامل والحشمة التامة أمام الرجال الأجانب.. بحيث أن يكون ما تخرج به (هذه الجوهرة) غير مجسم ولا مجسد ولا يثير الفتنة، وليس من ألوان الزينة.. والعباءة مما يؤكد عليها مراجع الدين العظام..
ولا ننسى طريقة الكلام مع الرجال الأجانب (وكون الاقتصار على مقدار الضرورة فقط) أن تكون (هذه الطريقة) مشفوعة بالحياء والخلق، يشع منها نور الإيمان والإلتزام.. فإن وصلتم (بعون الله وقوته) إلى هذه الدرجة، كنتم من عمال الله وأولياءه الذين أخفاهم بين عباده، ملتزمين بما ألزمهم به متوسمين بصفات من نعتهم بذلك..
أما ارتداء النقاب، فهو نور على نور.. وبهجة وهيبة تضاف للبنت، إن أمكن ذلك مع عدم الوقوع في الحرج.. ويمكن لكم إستخدام الكمامة مثلاً، فهي تنفع إن شاء الله تعالى..
الله أسأل لكم تمام التوفيق والسداد، والنجاح وحُسْنَ الختام..
ودمتم في حفظ الله ورعايته.