logo-img
السیاسات و الشروط
عبد الله ( 21 سنة ) - العراق
منذ سنتين

موضوع

كيف أربي نفسي على دوام الطاعة دون أي ملل أو تعاجز؟ وكذلك بالنسبة إلى الأعمال المستحبة.. وكيف أحبب الطاعة والعبادة إلى نفسي؟ وكيف يمكن أن أكره المعاصي ولا أذهب إليها؟


سلام عليكم ولدي العزيز.. تقبل الله أعمالكم و وفقكم لما يحب ويرضى عليكم بالجد والاجتهاد والمحافظة على هذه النية وهذه الهمة وعليك ابتداءاً العزم الراسخ على ترك الذنوب: بكل صورها الرغبة والارادة في التقرب والتحبب إلى الله تعالى ، من أهم العناصر التي يجب توفرها عند الإنسان المؤمن ليصل لما يريد.. ثم إتقان أداء الواجبات: من الصلاة والصوم وبقية العبادات والمعاملات فقد روي عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) : «إنّ الله جل جلاله قال: ما يُتقرب إليّ عبد من عبادي بشيء أحبُ إليّ ممّا افترضتُ عليه، وإنّه ليتقرب إليّ بالنافلة حتّى أُحبَّه فإذا أحببتُه كنتُ سمَعه الّذي يَسمع به، وبصرَه الّذي يُبصر به، ولسانَه الّذي يَنطق به، ويده الّتي يُبطش بها، إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته» أي ما تحبب إلي ، و لا طلب القرب لدي بمثل أداء ما افترضت عليهمن الواجبات ، و هذا صريح فى أن المفروضات أعظم ثواباً وأتم قرباً من المندوبات و السبب فى ذلك أن اللّه عز وجل هو الأعلم بالأسباب التى تقرب العبد إلى محبته و كرامته و تبلغه إلى مرتبة رضاه و ولايته فجعل أكبر تلك الأسباب و أعظمها الفرائض و أوعد بالنار على التضييع بها و التفريط فيها فيجب على الانسان المبادرة الى أدائها و المبالغة فى أحكامها و عدم اشتغال عنها بالنوافل لان النوافل لا تقبل حتى تؤدى فريضة حق الاداء ثم رتب على أداء الفرائض فعل النوافل لتكميل الفرائض و زيادة التقرب و دوام التحبب . ثم المحاسبة : فينبغي محاسبة النفس كل يوم و ملاحظتها، و حمد اللّه على الحسنات، و تدارك السيّئات، لما ورد عنهم عليهم السّلام من أنه: ليس منّا من لم يحاسب نفسه في كلّ يوم، فإن عمل حسنا استزاد اللّه، و ان عمل سيّئا استغفر اللّه منه و تاب إليه‌ . و أنّه إذا أراد أحدكم أن لا يسأل اللّه شيئا إلاّ أعطاه، فلييأس من النّاس كلهم، و لا يكون له رجاء إلاّ من عند اللّه جلّ ذكره، فإذا علم اللّه جلّ و عزّ ذلك من قلبه لم يسأل اللّه شيئا إلاّ أعطاه، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها، فإنّ للقيامة خمسين موقفا، كلّ موقف مقدار ألف سنة . و على العاقل أن تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربّه، و ساعة يحاسب فيها نفسه، و ساعة يتفكّر فيها صنع اللّه إليه، و ساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال، فإنّ هذه الساعة عون لتلك الساعات و استجمام للقلوب و تفريغ لها.. و انه لا يكون الرجل من المتّقين حتّى يحاسب نفسه أشدّ من محاسبة الشريك شريكه، فيعلم من أين مطعمه، و من أين مشربه، و من أين ملبسه، أمن حلال أو من حرام، من لم يبال من أين اكتسب المال لم يبال اللّه من أين أدخله اللّه النّار . بل ينبغي المحاسبة في كلّ يوم مرّة و في كلّ ليلة مرّة. و قد ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله انّه قال: لذكر اللّه بالغدوّ و الآصال خير من حطم السيوف في سبيل اللّه عزّ و جلّ-يعني من ذكر اللّه بالغدوّ، و تذكّر ما كان منه في ليله من سوء عمله، و استغفر اللّه و تاب إليه انتشر و قد حطت سيئاته و غفرت ذنوبه، و من ذكر اللّه بالآصال-و هي العشيّات- و راجع نفسه فيما كان منه يومه ذلك من سرفه على نفسه و إضاعته لأمر ربّه، فذكر اللّه و استغفر اللّه تعالى و أناب راح إلى أهله و قد غفرت له ذنوبه‌. و ثم المراقبة الدقيقة :لكل قول وفعل حتى الهواجس الباطنية ، فعليك بملاحظة ان الله سبحانه مطلع عليك في كل حالاتك و حركاتك و افعالك و اقوالك و أنفاسك و خطراتك و خطواتك و لحظاتك، فآثر ما آثره اللّه سبحانه، و اختر ما اختاره اللّه تعالى. و قد حكي ان لقمان قال لابنه: يا بنيّ، اذا راقبت اللّه تعالى لم تقدم على معصية ابدا، لانه بمجرد التفاتك الى انه يراك و يطلع عليك يمنعك الحياء من مخالفته‌ . وثم الجلوس بين يدي الله تعالى في اليوم والليلة: مع الدعاء والمناجات والتوسل من أجل استجلاب نظره ، ذلك النظر الذي تصرفه الذنوب والغفلات ، ومن منا يخلو في اغلب ساعاته من مخالفة لامر مولاه أو نسيان لذكره حين الاشتغال بالمباحات . ومن اللازم طبعا الالتفات الى مساعي ابليس في تحريف المسيرة ، فانه بالمرصاد ، وخاصة لمن اراد التقرب الى الله وتقوية ايمانه . فالترقي في الدرجات يشمل كل عمل أو شي‌ء يؤدي إلى التقرب إلى اللّه سبحانه و تعالى، و أهم الوسائل في هذا المجال هي الإيمان باللّه و بنبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الجهاد في سبيل اللّه، و العبادات كالصّلاة و الزكاة و الصوم، و الحج إلى بيت اللّه الحرام و صلة الرحم و الإنفاق في سبيل اللّه سرّا و علانية و كذلك الأعمال الصالحة كما يروى عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام في خطبة له وردت في «نهج البلاغة» منها: «إنّ أفضل ما توسل به المتوسلين إلى اللّه سبحانه و تعالى الإيمان به و برسوله و الجهاد في سبيله فإنّه ذروة الإسلام و كلمة الإخلاص فإنّها الفطرة، و إقامة الصّلاة فإنّها الملّة ، و إيتاء الزكاة فإنّها فريضة واجبة، و صوم شهر رمضان فإنه جنة من العقاب، و حج البيت و اعتماره فإنهما ينفيان الفقر، و يرحضان‌ الذنب، و صلة الرحم فإنها مثراة في المال و منساة في الأجل و صدقة السرّ فإنّها تكفر الخطيئة، و صدقة العلانية فإنّها تدفع ميتة السوء، و صنائع المعروف فإنّها تقي مصارع الهوان ... المزید». وعليك بكتاب تزكية النفس وكتاب جامع السعادات وكتاب اخلاق اهل البيت وكتاب زاد المعاد وكتاب مفاتيح الجنان وكتاب مراة الكمال فانها من الكتب النافعة في هذا المجال. دمتم موفقين

5