sajad ( 19 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

السلام عليكم قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ولذين يشترون لهو الحديث فبشرهم بعذاب اليم صدق الله العضيم سؤلي هو ما تفسير هذا النص القراني ذكرا روايات ♥️♥️ وشكر جزيلا


(و من الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ) الحديث هنا عن جماعة يستخدمون طاقاتهم من أجل بث اللا هدفية وإضلال المجتمع، ويشترون شقاء وبؤس دنياهم وآخرتهم! فتقول أولا: ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا ثم تضيف أخيرا: أولئك لهم عذاب مقيم. إن شراء لهو الحديث والكلام الأجوف إما أن يتم عن طريق دفع المال في مقابل سماع الخرافات والأساطير، كما في قصة النضر بن الحارث. أو أن يكون عن طريق شراء المغنيات لعقد مجالس اللهو والباطل والغناء. أو صرف المال بأي شكل كان وفي أي طريق للوصول إلى هذا الهدف غير المشروع، أي لهو الحديث والكلام الفارغ. والعجيب أن عمي القلوب هؤلاء، كانوا يشترون الكلام الباطل واللهو بأغلى القيم والأثمان، ويعرضون عن الآيات الإلهية والحكمة التي منحهم الله إياها مجانا! ويحتمل أيضا أن يكون للشراء هنا معنى كنائي، والمراد منه كل أنواع السعي للوصول إلى هذه الغاية. وأما لهو الحديث فإن له معنى واسعا يشمل كل نوع من الكلام أو الموسيقى أو الترجيع الذي يؤدي إلى اللهو والغفلة، ويجر الإنسان إلى اللا هدفية أو الضلال، سواء كان من قبيل الغناء والألحان والموسيقى المهيجة المثيرة للشهوة والغرائز والميول الشيطانية، أو الكلام الذي يسوق الإنسان إلى الفساد عن طريق محتواه ومضامينه، وقد يكون عن كلا الطريقين كما هو الحال في أشعار وتأليفات المغنين الغرامية العادية المضللة في محتواها وألحانها. أو يكون كالقصص الخرافية والأساطير التي تؤدي إلى انحراف الناس عن الصراط المستقيم. أو يكون كلام الاستهزاء والسخرية الذي يطلق بهدف محو الحق وتضعيف أسس ودعائم الإيمان، كالذي ينقلونه عن أبي جهل أنه كان يقف على قريش ويقول: أتريدون أن أطعمكم من الزقوم الذي يتهددنا به محمد؟ ثم يبعث فيحضرون الزبد والتمر، فكان يقول: هذا هو الزقوم! وبهذا الأسلوب كان يستهزئ بآيات الله. وعلى كل حال، فإن للهو الحديث معنى واسعا يتضمن كل هذه المعاني وأمثالها، وإذا أشارت الروايات الإسلامية وكلمات المفسرين إلى إحداها، فإن ذلك لا يدل مطلقا على انحصار معنى الآية فيه. وتلاحظ في الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) تعبيرات تبين سعة معنى هذه الكلمة، ومن جملتها ما نراه في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): " الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله، وهو مما قال الله عز وجل: ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله " والتعبير ب‍ لهو الحديث بدلا من (حديث اللهو) ربما كان إشارة إلى أن الهدف الأساس لهؤلاء هو اللهو والعبث، والكلام والحديث وسيلة للوصول إليه. ولجملة ليضل عن سبيل الله مفهوم واسع أيضا، يشمل الإضلال العقائدي، كما في قصة النضر بن الحارث وأبي جهل، وكذلك يشمل الإفساد الأخلاقي كما جاء في أحاديث الغناء. والتعبير ب‍ بغير علم إشارة إلى أن هذه الجماعة الضالة المنحرفة لا تؤمن حتى بمذهبها الباطل، بل يتبعون الجهل والتقليد الأعمى لا غير، فإنهم جهلاء يورطون ويشغلون الآخرين بجهلهم. هذا إذا اعتبرنا بغير علم وصفا للمضلين، إلا أن بعض المفسرين اعتبر هذا التعبير وصفا للضالين، أي أنهم يجرون الناس الجهلة إلى وادي الانحراف والباطل دون أن يعلموا بذلك لجهلهم. إن هؤلاء المغفلين قد يتمادون في غيهم فلا يقنعون بلهو هذه المسائل، بل إنهم يجعلون كلامهم الأجوف ولهو حديثهم وسيلة للإستهزاء بآيات الله، وهذا هو الذي أشارت إليه نهاية الآية حيث تقول: ويتخذها هزوا. أما وصف العذاب ب‍ (المهين) فلأن العقوبة متناغمة مع الذنب، فإن هؤلاء قد استهزؤوا بآيات الله وأهانوها، ولذلك فإن الله سبحانه قد أعد لهم عذابا مهينا، إضافة إلى كونه أليما.

2