في سورة النمل آيه ١٨ كيف عرفت النملة إسم النبي سليمان (عليه السلام) حيث قالت (لا يحطمنكم سليمان وجنوده )؟
وهل يوجد تفسير أو أحاديث لأهل البيت (عليهم السلام) عن هذا السؤال؟
وإذا قلتم أن النملة لديها إلهام إللهي فتعرف نبي زمانها فلماذا يجب على النمل معرفة نبي زمانهم؟
وهي غير مكلفة شرعاً؟
ولماذا نبي زمانها بشر وليس نملة من نفس جنسها؟
وشكراً جزيلاً مقدماً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً بالسائل الكريم..
إن النبي له الولاية العامة على جميع المخلوقات حتى على الجن.. وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى:{ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَـمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَـمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ «٢٩» قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِـمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ «٣٠» يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ «٣١» وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ «٣٢»} ١.
فالنمل وغيره يعرف نبيه وإمامه.. بطريقة الهما الله سبحانه وتعالى لهم..
وأما قولك إنها غير مكلفة شرعاً، فهذه دعوى تحتاج إلى دليل، بل إن كل المخلوقات لها تكليف خاص بها وكل مخلوق يعبد الله ويطيع الله بحسب نوعه وصنفه وكيفيته.. وهذا ما أشار القرآن في قوله تعالى { أَلَـمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِـمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} ٢.
وأما قولك لماذا لا يكون نبيها من جنسها، فهذا الأمر لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، وممكن القول أن الإنسان هو خير المخلوقات لما يملكه من القدرات التي جعلها الله فيه {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} الآية (4) من سورة التين.. وهو يملك ما لا تمتلكه باقي المخلوقات إلا وهو العقل، فلذا كان العاقل قائد ونبي ورسول لكل المخلوقات..
ودمتم سالمين.
____________
١-سورة الأحقاف
٢-سورة النور- آية«٤١»